نيفين عمران _ الرأي
من صباح هذا اليوم يمكن القول أن مسألة الحرب على لبنان دخلت مرحلة جديدة, فلم تكن هذه التهديدات الإسرائيلية العنيفة التي شهدناها منذ يومين من فراغ, بل افتتحت إسرائيل الحرب من أوسع أبوابها, ونفذت أكبر عملية خرق أمني أمس استهدف أجهزة اتصال لاسلكية يستخدمها عناصره, ما أدى إلى إصابة نحو 2800 جريح واستشهاد 11 شخص, بينهم نجل النائب علي عمار الشهيد هادي علي عمار, حيث فاقت قدرة المستشفيات على استيعاب هذه الحادثة الخطيرة.
المشهد الذي رأيناه أمس كارثي, عاد بنا بالذاكرة إلى حادثة انفجار المرفأ يوم 4 آب 2022, فمن هول الرقم وصعوبة تحديد النتيجة النهائية, تعذر قيام مسح شامل للمصابين الموزعين على معظم مستشفيات لبنان في كل المناطق بلا استثناء.
تفاصيل الهجوم الإجرامي
وفي التفاصيل, حصل بعد ظهر أمس الثلاثاء هجوم اجرامي الكتروني من قبل العدو الصهيوني استهدف حاملي جهاز "البايجر" وهو جهاز يتم عبره توجيه رسائل نصية يستعمله الاطباء والعاملون في مجالات سريعة.
وقد استهدف العدو الاسرائيلي عناصر حزب الله الذين يحملون هذا الجهاز الذي انفجر وادى حتى ليل أمس الى سقوط 11 شهيد, بينهم طفلة و2800 جريح, أكثرهم تعرّضوا لإصابات بالغة بالعيون ممكن أن تؤثر على نظرهم, وجزء آخر فقد أطرافه.
ونقلت قناة الجزيرة عن مصدر أمني لبناني قوله إنّ أجهزة الاتصال بايجر التي انفجرت كانت مفخخة مسبقاً, وزنة العبوة التي تمّ تفجيرها فيها لم تتجاوز 20 غراماً من المواد المتفجرة.
واشار إلى انّ هذه الاجهزة تمّ استيرادها قبل أشهرعدة", وأنه يتم التحقيق في مجموعة فرضيات حول طريقة تفعيل الشحنة المتفجرة.
أميريكا ما زالت تسعى لحل بين لبنان وإسرائيل
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية, مساء امس, أنّ سياسة الولايات المتحدة الأميركية لا تزال على حالها, وتسعى إلى حل ديبلوماسي للنزاع بين إسرائيل وحزب الله.
وأكّدت أنّ لا تقييمات عن هوية المسؤول عن تفجيرات أجهزة الاتصال في لبنان.
وأشارت إلى أننا نجمع معلومات عن تفجيرات أجهزة الاتصال في لبنان, وواشنطن ليست ضالعة في الأمر, كما انّ اميركا ليست لديها أي تقييمات بشكل أو بآخر عن هوية المسؤول عن تفجيرات أجهزة الاتصال في لبنان.
والى ذلك, شدّد المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في مؤتمر صحافي, على انّ واشنطن ترغب في إيجاد حل ديبلوماسي للصراع بين إسرائيل وحزب الله, وهي قلقة دائماً بشأن أي واقعة يمكن أن تثير التصعيد في الشرق الأوسط.
بيان حزب الله
أما حزب الله فقد توعّد بالرد, وأعلن في بيان أولي, أنه "قرابة الساعة 03:30 من بعد ظهر يوم الثلاثاء انفجرت عدد من أجهزة تلقي الرسائل المعروفة بـ(البايجر), والموجودة لدى عدد من العاملين في وحدات ومؤسسات (حزب الله) المختلفة, وقد أدّت هذه الانفجارات الغامضة الأسباب حتى الآن إلى استشهاد طفلة واثنين من الأخوة وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة".
وأشار إلى أن "الأجهزة المختصة في (حزب الله) تقوم حالياً بإجراء تحقيق واسع النطاق أمنياً وعلمياً لمعرفة الأسباب التي أدّت إلى تلك الانفجارات المتزامنة".
وفي بيان ثانٍ عاد "حزب الله" وأعلن "أنه بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة فإنّنا نحمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي...".
وفي السياق, يتحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم الخميس الساعة 05:00 عصرًا حول آخر التطورات.