كتب سامر الحسيني في الرأي:
لم تتكفل الضبابية واختلاف الاراء حول ماهية الهدف من منشورات المسيّرة إلاسرائيلية التي دعت السكان الجنوبيون, إضافة إلى بينهم اللاجئين السوريين إلى مغادرة منازلهم ولم يغير النفي الإسرائيلي من واقع النزوح الجديد لأهالي الجنوب مع معداتهم وكل ما أمكن نقله.
الجيش الإسرائيلي نفى "إلقاء منشورات في جنوب لبنان", وقال: "إنّه سلوك فردي من قِبل عميد في لواء بالشمال, ألقى منشورات في لبنان من دون إطلاع الجيش" أو المعنيين في القرار السياسي.
ولكن اللافت ما تشهده القرى الجنوبية من نزوح وصل إلى القرى الخلفية والاخطر أن النزوح لم يتوقف عند السكان بل طال تفريغ القرى من كل المحتويات من معدات وتجهيزات واثاث المنازل حتى باتت هذه القرى فارغة من كل شيئ .
وشهد الأسبوع الماضي غارات عنيفة على القرى الخلفيّة الجنوبية و الملفت في الأمر أن العديد من القرى الأمامية مثل العديّسة من بعد ميس الجبل اتخذت قرار بتفريغ البضائع و المكينات الصناعية.
ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر, يتبادل "الحزب" وإسرائيل القصف بشكل يومي عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية ولكن مجريات الأعمال العسكرية في الايام الماضية تختلف جدا لجهة انتقال الاعتداءات إلى القرى الخلفية يضاف إليها الغارات التي طالت منطقة البقاع الشمالي وحتى الحدود اللبنانية- السورية وتحديدا منطقة حوش السيد علي .
تأتي هذه المتغيرات المتسارعة قبيل ساعات من وصول الموفد الأميركي آموس هوكشتاين وما يحمله من مقترحات جديدة ولكن يبدو أن تفريغ المناطق الأمامية والخلفية يحمل الكثير من المخاطر والدلالات الجغرافية .