بعد أن قامت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني بتاريخ 9 أيلول 2024 بأخذ عينات مياه من 7 نقاط من الحوض الأعلى للنهر من أجل رصد أي تلوث بجرثومة الكوليرا, أظهرت نتائج التحليل تلوّث المياه بهذه الجرثومة في موقعين.
في هذا الإطار, يؤكّد رئيس المصلحة الوطنية لنهر الليطاني الدكتور سامي علوية, في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت", أنه "في المرحلة الأولى عندما إنتشرت الكوليرا كان هناك عدد من هذه المواقع في النقاط الـ7 يوجد فيها جرثومة الكوليرا, والتي هي قريبة من المستشفيات ومحطات تكرير المياه والنازحين السوريين, وفيما بعد أعيدت هذه الفحوصات بمساعدة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) منذ حوالي شهرين وتبيّن أن النتيجة سلبية في المواقع نفسها, لكن المصلحة أشارت حينها إلى أن عدم وجود جرثومة الكوليرا يقتصر على التاريخ المذكور فقط في تموز 2024".
ويُشير إلى أنه "مع إعادة الفحوصات تبيّن أن في نقطتين حساستين كانت المياه فيهما ملوثة بالكوليرا, هما نقطة تجمع الصرف الصحي في شتورا ونقطة نهر الليطاني عند جسر الدلهمية في زحلة, ما يدل على أن الشعب اللبناني والنازحين السوريين لا يعالجون مياه المجارير بل يقومون برميها في الأنهار التي تستعمل لغسل المأكولات والخضار, وهذا الأمر يحمل خطرًا صحيًا جسيمًا".
ويوضح أن "هذه المسألة تحتاج إلى معالجة جذرية, فالمواقع التي تحدثنا عنها رُصد فيها تجمعات للنازحين السوريين, وطبعًا لا نضع الملامة على النازحين فقط, إنما نقول أنهم من إحدى الأسباب الرئيسية لتلوّث المياه بجرثومة الكوليرا, وبالتالي مؤسسة مياه البقاع المعنية بقطاع الصرف الصحي غائبة, ولهذا السبب المطلوب منها أن تقوم بدورها من خلال الدعوة لتجنّب ري المزروعات وغسلها بمياه ملوثة, وإتخاذ الإجراءات المناسبة بالتنسيق مع البلديات".
ويُشدّد علوية, على أن "مصلحة الليطاني تقوم بواجباتها وأكثر من خلال أخذ عينات وفحصها بمساعدة (USAID) وتتابع التعاون مع الجهات القضائية, لذلك من واجب الجهات المعنية أن لا تتهرب من مسؤولياتها وتعلن الإستنفار وتقوم بالتدابير اللازمة لا سيما أنه من الممكن أن يتم رصد عينات ملوثة في مواقع أخرى, داعيًا إلى إيقاف كافة النشاطات التي يمكن أن تفاقم من هذا الوضع وتؤدي إلى تفشي الوباء من جديد على نطاق واسع".