كتبت نيفين عمران -الرأي
ميلاد الحكومة
تخيلوا معنا أن جلسة مجلس الوزراء انعقدت أمس, لربما كان سيصبح هناك احتفالًا في مستهل الجلسة, إذ صادف أمس الذكرى الثالثة لصدور مراسيم تشكيل هذه الحكومة في العاشر من أيلول (سبتمبر) عام 2021, وبدأت الحكومة الميقاتية السنة الرابعة من عمرها بالتزامن مع تحرّك العسكريين المتعاقدين أمس.
لم يمر قطوع دراسة بنود الموازنة بهدوء, إذ تمكن حراك العسكريين المتقاعدين ومعهم مجموعات من المتقاعدين في مختلف الأسلاك, وبالرغم من أن رئيس حكومة تصريف الأعمال حضر باكرًا إلى السراي للتحضير للجلسة, إلّا أن محاولته باءت بالفشل.
وأغلق العسكريون المتقاعدون جميع الطرق والمنافذ المؤدية إلى السراي, وقطعوا الطريق بشكل كامل أمام بلدية بيروت بالإطارات المشتعلة لمنع الوزراء من الوصول للمشاركة بالجلسة
ورفض العسكريون مغادرة ساحة رياض الصلح بعد تأجيل الجلسة, إلا بعد تحقيق مطالبهم التي تتمثل في: التراجع عن الموازنة التي اخذت ضرائبها ورسومها من الشعب الفقير, وانصاف القطاع العام والعسكريين في الخدمة الفعلية والمتقاعدين في كل القطاعات, من خلال مشروع قانون لفتح اعتمادات جديدة تؤخذ من اموال الدعم والصيرفة والهندسات المالية والتي تبلغ عشرات المليارات, على ان يتم تحويل المشروع الى مجلس النواب بطريقة واضحة وصريحة.
وكانت قد أعلنت الامانة العامة لمجلس الوزراء انه بسبب عدم اكتمال النصاب تقرر تأجيل جلسة مجلس الوزراء التي كانت مُقررة اليوم, بعدما وصل إلى السراي كل من وزير الصناعة جورج بوشيكيان ووزير الاتصالات جوني القرم ووزير الشباب والرياضة جورج كلاس, ليأتي بعدها وزير الداخلية بسام المولوي ويرتفع عدد الوزراء الحاضرين إلى 4.
"حان الوقت لفتح حرب مع لبنان"
أما في الشأن الحربي, فالتهديدات مستمرة على لبنان بعدما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت "أن الجيش الاسرائيلي بصدد الانتهاء من عمليته في الضفة وحان الوقت لنقل مركز الثقل إلى الجبهة الشمالية لفتح حرب مع لبنان". وبدوره, حذر رئيس حزب "معسكر الدولة" بني غانتس خلال لقائه مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من أنه "حان وقت العمل في الشمال, إذا لم نتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن في غضون أيام أو أسابيع قليلة, علينا خوض الحرب في الشمال".
تطوّر لافت في التصعيد أمس, إذ وصلت الاستهدافات أمس الى عمق البقاع الغربي, فقد استهدفت مسيّرة إسرائيلية بصاروخ جو أرض سيارة على طريق باب مارع - صغبين في البقاع الغربي وأدت الغارة إلى سقوط شهيد وجريحين تم نقلهم إلى أحد مستشفيات المنطقة.
وفي السياق, نعى "حزب الله" محمد قاسم الشاعر من بلدة سحمر في البقاع الغربي.
وزعم الجيش الإسرائيلي أن قاسم الشاعر كان يشغل منصب قائد قوة الرضوان التابعة لـ"حزب الله".
ثم استهدفت مسيرة إسرائيلية مبنى مولفا من 5 طوابق في حي كسار الزعتر في مدينة النبطية قبالة السرايا الحكومية, وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة أن الغارة أدت إلى إصابة تسعة أشخاص بجروح طفيفة تم علاجها في طوارئ مستشفى راغب حرب.
كما نفّذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة استهدفت مبنى في ساحة بلدة رشاف - قضاء بنت جبيل ما أدى الى تدميره.