أحيت الحكومة اللبنانية احتفالها بعامها الرابع بالأمس بأجواءٍ مختلفة تمامًا, حرق إطارات وتسكير طرقات أمام الوزراء فلم يكتمل نصاب المجلس وتأجلت الجلسة...
وعلى الجبهة الجنوبية, اقتربتا من الذكرى الأولى لمعركة الإسناد مع غزة, ولكن مع ارتفاع وتيرة التصعيد, حيث مضى قادة إسرائيل ومسؤولوها في حملة تهديداتهم للبنان.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت "أن الجيش الاسرائيلي بصدد الانتهاء من عمليته في الضفة وحان الوقت لنقل مركز الثقل إلى الجبهة الشمالية لفتح حرب مع لبنان".
وبدوره, حذر رئيس حزب "معسكر الدولة" بني غانتس خلال لقائه مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من أنه "حان وقت العمل في الشمال, إذا لم نتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن في غضون أيام أو أسابيع قليلة, علينا خوض الحرب في الشمال".
أما في الداخل اللبناني, بعد أن عاد العسكريون المتقاعدون إلى الشارع أمس, توضح أن الداخل اللبناني "اشتد قحطه" بفعل الفراغ الرئاسي الذي أوقع حكومة ميقاتي بمختلف أنواع التحديات, خصوصًا وأن لبنان يعاني اقتصاديا ماليا سياسيا اجتماعيا منذ عدة سنوات.
يشار الى ان الرئيس ميقاتي اجرى اتصالاً بقائد الجيش العماد جوزيف عون, لفتح الطريق والسماح للوزراء بالدخول الى الجلسة, لكن عون لفت نظره الى ان الجيش بامكانه تأمين دخول الوزراء, مع الاخذ بعين الاعتبار إمكان اراقة دماء, فكان ان تراجع رئيس الحكومة, وقال له: "هؤلاء اولادنا, ومش حرزانة".
رئاسياً, تبقى الانظار متجهة نحو يوم السبت المقبل (14 أيلول) لمعرفة ماذا سيحصل في اجتماع اللجنة الخماسية حول الملف الرئاسي.
ولفتت المصادر إلى أن ملف الرئاسة ينتظر الحراك المرتقب به قريبا وسط معطيات تشير إلى أن هناك جهدا يُبذل من أجل إحراز التقدم المطلوب بشأنه, وهذا أمر مناط باللجنة الخماسية وكيفية رفدها.
واعتبر تكتل "لبنان القوي" ان انتظار الخارج لكسر الجمود في الملف الرئاسي هو نوع من المغامرة في مسألة تتصل بوجود الدولة.
ودعا التكتل مجلس النواب الى وضع حدّ للفراغ, والتفاهم على رئيس توافقي والا عقد جلسات مفتوحة حتى انتخاب رئيس للجمهورية, مستغرباً فتح باب النقاش حول قانون الانتخابات النيابية في هذا الوقت.
وتجدر الإشارة الى أن ثمة معلومات تشير الى أن الموفد الفرنسي جان إيف لودريان سيزور بيروت مجدداً في وقت قريب وأن سفراء في المجموعة الخماسية سيلتقون رئيس مجلس النواب نبيه بري وربما شخصيات أخرى.
وفي هذه الاجواء, يزور الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل لبنان اليوم في زيارة تدوم يومين يلتقي خلالها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون, قبل ان يلتقي وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الذي سيعود بعده بساعات قليلة من حيث كانا معاً في القاهرة, وسيعقدان مؤتمراً صحافياً مشتركاً في بيروت. كذلك سيلتقي بوريل عدداً من القيادات السياسية والحزبية من بينهم الرئيس السابق للحزب التقدمي وليد جنبلاط.
وكان بوريل قد بدأ جولته في المنطقة من القاهرة حيث حلّ ضيفاً على اجتماعات مجلس وزراء الخارجية العرب في دورته الثانية والستين بعد المئة, والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونظيره اللبناني بوحبيب وعدداً من نظرائهم الخليجيين على هامش مشاركتهم في الدورة.