في الوقت الذي بدأت المساعي الداخلية والدولية تتحرك لحلّ الأزمات اللبنانية من الإستحقاق الرئاسي إلى موازنة 2025, عادت الأمور على الجبهة الجنوبية للتصعيد والتوتر. خصوصًا بعد ما حصل عند معبر الكرامة "اللنبي" الحدودي مع الأردن, حيث اعتبرت اسرائيل أنها صفعةٌ قوية, فرفعت وتيرة التهديد لـ "لبنان وغزة والضفة الغربية", ما يعني أن الوضع من سيء إلى أسوأ ودخلنا مرحلة حرجة وقلقة.
في حين نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر أمني رفيع المستوى قوله إن " الأوضاع بين إسرائيل و" الحزب " تقترب من نقطة الانفجار", وأضاف:" الحملة العسكرية في لبنان تقترب رغم أن توقيتها لم يحدد بعد".
وقال: "أمامنا خياران إما التوصل لاتفاق في غزة أو انهيار المفاوضات وحرب ضد الحزب ".
ومن جهته, قال نائب رئيس الكنيست وعضو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع نيسيم فاتوري: "إنّ النية هي التوجّه إلى الحرب في الشمال بعد إطلاق الأسرى في قطاع غزة". وانتقد فاتوري تصريحات غالانت التي قال فيها "سنعيد لبنان إلى العصور الوسطى", وقال: "يجب أن نتوقف عن الكلام ونبدأ بالفعل, وأن نريهم ما يستحقون, يجب أن نظل في الشمال وأن نستعيد الأمن, هذه حرب لا خيار فيها منذ البداية". وأضاف: "نحن نعرف تماماً أين يجلس نصرالله, هذا هو التوجّه في الأيام المقبلة, ربما نقضي عليه إذا لم يكن هناك خيار", وعن رئيس حركة "حماس" يحيى السنوار, قال فاتوري: "سنصل إليه أيضاً, أصبح وحيداً في قيادة حركة حماس".
وحوالي منتصف ليل أمس, دوت 6 انفجارات في أجواء طرطوس ومصياف في ريف حماه الغربي في سوريا, فقد أطلقت المقاتلات الحربية الإسرائيلية صواريخ مقابل الساحل اللبناني جنوباً في اتجاه الشرق والشمال السوريين.
حسب المعلومات, سقط 14 شهداء وأصيب 15 آخرين من جرّاء العدوان الإسرائيلي.
داخليًا, من المقرر أن يجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ظهر اليوم مع سفراء الدول الغربية والمنظمات الدولية لكي يثير معهم ما حصل في الجنوب والاعتداء الاسرائيلي الذي حصل على الدفاع المدني.
في هذا الإطار, قال الشيخ علي دعموش في حفل تأبيني في الضاحية الجنوبية إن "المقاومة لن تقبل على الإطلاق بتغيير قواعد الاشتباك وكسر المعادلات القائمة, وكلما تمادى العدو في عدوانه وتوسع في اعتداءاته, زادت المقاومة من ردها, وتوسعت في عملياتها".
ورأى دعموش أن التصعيد الإسرائيلي الأخير والتهديد بالاستعداد لتحركات هجومية جديدة داخل لبنان, "لن يغير موقفنا, ولن يبدل معادلاتنا, ولن يصرفنا عن الميدان, فالتصعيد ليس في مقابله إلا التصعيد, ونحن قوم لا نخشى التهديد ولا التهويل".
أما غدًا فهو الموعد المقرر لعقد الجلسة الحكومية لكن تجمع العسكريين المتقاعدين أعلنت أنها ستمنع هذه الجلسة, وقالت في بيان: "أمام المعاناة والجوع والعوز وامتهان الكرامات التي يعانيها المتقاعدون والعسكريون في الخدمة والتقاعد ولكونه لم يعد يمكن الصبر على المعاناة قرر التحرك لتحقيق العدالة في العيش الكريم, وبناء عليه سيتم منع مؤسسة مجلس الوزراء من العمل ومن عقد أي اجتماع حكومي لا يكون في رأس جدول أعماله إصلاح الرواتب والاجور بما يحقق المساواة وفق القوانين بين جميع فئات القطاع العام ومتقاعديه".
وعلى الصعيد القضائي, تتجّه الأنظار اليوم إلى الجلسة الأولى لقاضي التحقيق الأول في بيروت بلال حلاوي لاستجواب الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة. ويُفترض أن يقرّر حلاوي اما عقْدَ جلسات إضافية للتحقيق مع سلامة أو إصدار مذكرة توقيف وجاهية بحقه أو تركه رهن التحقيق بسند إقامة أو بكفالة مالية مرتفعة.