يُشكّل اللقاء المُرتقب اليوم في الرياض بين الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان والمستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء للشؤون الخارجية المكلف ملف لبنان نزار العلولا, مؤشرا إلى اتجاهات الخارج ومدى استعداده للانخراط في رسم حلّ جذري للأزمة تكون بدايته في فصل لبنان عن الحرب في غزة, أو وقفها إذا ما تحقّق هذا الهدف الأسمى, ومن ثم الانصراف إلى انتخاب رئيس للجمهورية.
وليس خافيا أنّ باريس لا تنفكّ تعمل على اقناع الرياض بالانخراط في الشأن اللبناني, الأمر الذي لا يجد بعد الصدى المطلوب لدى القيادة السعودية.
يأتي اللقاء بناءً على مبادرة فرنسية يحملها لودريان وكان نقلها السفير الفرنسي هيرفي مارغو إلى نظيره السعودي وليد البخاري, ليحدّد في ضوئه الاجتماع في الرياض, الذي يتناول بشكل رئيس الأزمة اللبنانية. وتردّد أن لودريان سيطرح أفكارا جديدة يريد مناقشتها مع العلولا تتعلق بانتخاب رئيس للجمهورية وتحضير جلسة الانتخاب في حال نجحت مفاوضات غزة على قاعدة أن يكون لبنان جاهزاً للاستثمار سريعا في وقف إطلاق النار لانتخاب رئيس بات حضوره لازما وضروريا في مؤتمر يُنوى عقده يشارك فيه أصدقاء لبنان ويرمي إلى طرح حلول في الملفات الحيوية, كالحدود البرية مع إسرائيل والكهرباء وتقديم مساعدات مالية واقتصادية.
وبرز في هذا السياق قول وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب إن "المبعوث الأميركي آموس هوكستين مُستعدّ للمجيء إلى لبنان في اليوم الثاني لوقف إطلاق النار من أجل استكمال المفاوضات وننهي موضوع الحدود المثبتة أصلاً وموجودة منذ 1949 وهذا ما يطالب به لبنان".
ولئن سرى أن هوكستين في صدد زيارة بيروت قريبا, تبيّن أن لا صحة لهذه المعطيات, إذ ان المسؤول الأميركي سيأتي حصرا بعد انتهاء الحرب في غزة, من أجل بدء ترتيبات التسوية اللبنانية وملء الفراغ الرئاسي.
في هذا الإطار نُقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه يأمل في أن "تتوصل القيادات المسيحية إلى مخرج يلبّي حاجة البلاد إلى رأس للسلطة الدستورية". هو بذلك رمى مجددا الكرة في ملعب الأحزاب المسيحية الأمر الذي لا ينطبق مع الانطباع المحلي والدولي القائم على أن حزب الله يرفض الخوض في أي أمر سياسي قبل أن توقف إسرائيل حربها في غزة.