على رغم المهام الكبيرة المنوط تنفيذها بالجيش اللبناني, نتيجة التطورات الحربية على الجبهة الجنوبية, ومخاطر الجماعات الارهابية التي تتحين الفرص لتعود إلى ساحة التخريب والاجرام, الا ان مديرية المخابرات في الجيش, تستمر في وضع هدف القضاء على عصابات الجريمة المنظمة في سلم الاولويات.
لم يترك رؤوس عصابات الجريمة المنظمة وسيلة الا واستخدموها في مواصلة اعمالهم الشائنة, وفي جديد انجازات مديرية المخابرات ما كشفه مصدر أمني لـ"الأنباء" عن "العثور على مخبأ تحت الارض في بلدة بريتال البقاعية, عثرت المخابرات في داخله على 91 الفا و200 دولار, لكن مزورة, والمخبأ كناية عن غرفة شيدت بعناية وحرفية وزودت بكل ما يسهل اعمال التزوير, حيث كان ينشط اللبناني "مشهور.ص" مع السوري "و.الشيخ" وآخرين, في تصميم الدولارات المزورة وتلوينها باستخدام علب طلاء مخصصة لذلك, ومن ثم القيام بطباعتها عبر ماكينات التزوير التي عثر عليها جميعها, لتمارس بعدها عمليات النصب والاحتيال والايقاع بالمواطنين والمقيمين تحت ضغط الضائقة المالية والاقتصادية".
واوضح المصدر الامني "ان عشرات الاشخاص وقعوا ضحية هذه العصابة, التي كانت تقوم بشكل اساسي بطباعة دولارات مزورة تدعي انها دولارات عراقية وليبية بحكم المجمدة وانها هربت إلى لبنان في خلال الفترة السابقة من الحكم في ليبيا والعراق, بحيث تستدرج العصابة الزبون وتوهمه بأن هذه الاموال قابلة للاستخدام في السوق المحلي, فيشتري الزبون الدولارات المزورة بدولارات حقيقية ومقابل بدل مالي اقل من الدولارات المطروحة للبيع, اعتقادا منه انه قادر على تصريفها في السوق, انطلاقا من أن الدولار المجمد هو عملة سليمة ولا يمكن تمييزها إلا بواسطة الرقم التسلسلي المطبوع عليها, لكنه فعليا يكون قد تعرض لعملية نصب كبيرة".
واكد المصدر انه تم "ضبط العصابة بالجرم المشهود, واستغرقت عملية توقيفها رصدا ومتابعة لحوالى الشهرين. بدأت بتتبع السوري المروج وانتهت بمداهمة مصنع التزوير, ولكن ما كشف يتعدى التزوير, اذ عثر على اسلحة وجعب, وتبين ان رأس العصابة من أصحاب السوابق في جرائم مختلفة بالاشتراك مع آخرين معظمهم من بلدة بريتال. ففي التحقيق معه, اعترف مشهور بقيامه بتجارة الاسلحة الحربية وذخائرها مع شخصين وان احدهما كان شريكه في اكثر من نشاط, اذ كانا إلى جانب بيع الاسلحة, يبيعان المخدرات لاشخاص من بينهم سوريون".
واشار المصدر إلى انه في "عمليات الخطف فإن لمشهور باعا طويلا أيضا, اذ شارك في اكثر من عملية خطف, اشهرها اختطاف احد الصيادلة في العام 2013 من امام صيدليته في بلدة الكرك قضاء زحلة, وقد اعترف الموقوف بأنه حصل على مبلغ احد عشر الف دولار مقابل هذه العملية".
وفي ذات السياق, قال المصدر انه "وفي بلدة حورتعلا في البقاع ايضا, اوقفت دورية من مديرية المخابرات المواطن "ع.م" لقيامه بتجارة المخدرات, وهو مطلوب بموجب عشر مذكرات توقيف بجرائم مخدرات وخلاصة حكم مؤبد, وكونه مطلوبا بموجب عدة وثائق اطلاق نار, كما اوقفت ابنه "ح.م" لنشاطه بتجارة المخدرات والسيارات المسروقة".
ولفت المصدر إلى ان "عملية بريتال, كشفت عن عصابة منظمة قد تصل امتداداتها إلى مناطق لبنانية اخرى, خصوصا بعدما ادلى الموقوف مشهور باعترافات منها انه اشترى آلة طباعة الدولارات المزورة من بيروت, مع الاشارة إلى انه وفي وقت سابق تم ضبط طابعة للتزوير قيد الانشاء تعود للموقوف واشقائه".
ونبه المصدر "المواطنين والمقيمين كما الوافدين من خطر الوقوع ضحية هذه العصابات, وعدم التأخر في الابلاغ عن أي امر مشبوه إلى الجهات الامنية المختصة".