بينما تسير المعركة في الجبهة الجنوبية للبنان بوتيرة إسنادية مستقرة بعيدة عن التصعيد, اهتز لبنان بخبر توقيف "رياض سلامة", الذي شكّل مفاجأة من العيار الثقيل خصوصًا وأن سلامة صاحب الولاية الأطول للمصرف المركزة.
في مطلع هذا الأسبوع, اتجهت الأنظار إلى الرياض التي شتشهد تحريكاً لملف الاستحقاق الرئاسي لا بُدّ أن تظهر نتائجه لاحقاً. حيث من المتوقع أن يلتقي الموفد الرئاسي الفرنسي الوزير جان إيف لودريان والمستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء للشؤون الخارجية المكلّف ملف لبنان الوزير المفوض نزار العلولا في حضور السفير السعودي في لبنان الدكتور وليد البخاري الذي غادر بيروت عصر السبت الماضي بعد زيارته رئيس مجلس النواب نبيه بري سبقتها جولة له على أكثر من مستوى سياسي وديبلوماسي.
هذا وذكرت قناة NBN في مقدّمة نشرتها الإخبارية المسائية أنّ الحراك على مستوى الخماسي كان على جدول أعمال اللقاء الذي جمع بري بالسفير السعودي السبت الماضي قبيل سفر الأخير إلى الرياض, وهو ما أعطى انطباعاً بإمكان الربط بين مبادرة بري القديمة – الجديدة التي أعلنها في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر وبين حراك باريس والمجموعة الخماسية الجديد.
وفي خطوة تحذيرية, وقبل شروع مجلس الوزراء بدءاً من الثلاثاء المقبل بدراسة مواد الموازنة للعام 2024, التي احيلت اليه قبل ايام, حذر موظفو الادارة العامة من مضي الحكومة بالمماطلة لجهة تصحيح الرواتب (المشروع درس وموضوع في رئاسة مجلس الوزراء), واعلن التجمع التوقف عن العمل غداً داخل مراكز العمل, بانتظار ما ستؤول اليه الامور خلال شهر ايلول.
وجدد التجمع رفضه لما تطرحه الحكومة حالياً من اعطاء 4 رواتب اضافية, على مرحلتين كونه لا يلبي "طموحات الموظفين نهائياً في المرحلة الحالية".
وفيما عاد التيار الكهربائي ولو بشكلٍ خجول يزور المنازل, اعلن سفير الجزائر في بيروت رشيد بلباقي عن وصول شحنات من الفيول الجزائري الى لبنان, مشرفاً شخصياً على انزال هذه الشحنات في مرفأ طرابلس.
وفيما يخص حادثة فقدان الطفل "ليث ملص", تمكنت شعبة المعلومات ليل أمس, من العثور على في شارع المئتين - طرابلس, بعد فقدانه وجرى تسليمه لاحقاً الى عائلته بعد اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة.
وأشارت مصادر صحفية إلى, ان "عدد الموقوفين ارتفع الى 4, بعدما تم توقيف 3 اشخاص, ونتيجة التحقيق معهم, اعترفوا بنقل الطفل إلى أحد الأماكن في مدينة الميناء".
ومع العودة القريبة, يتجدد هم الاسر في تأمين مستلزمات عودة أبنائهم إلى المدرسة مثل الملابس والقرطاسية والحقيبة المدرسية في ظل وضع اقتصادي صعب وارتفاعات غير مبررة في الأسعار.
وتعصف التحديات الناتجة عن الأزمة الاقتصادية في لبنان, بالعام الدراسي الجديد الذي ينطلق حضورياً بخطوات متعثرة.
في هذا الصدد , طالبت مفوضية التربية والتعليم في الحزب التقدمي الإشتراكي بتغيير قرار وزير التربية الذي أعلن فيه ارتفاع رسم التسجيل في المدارس الرسمية الى خمسين دولار.
بالعودة إلى الجبهة الجنوبية, يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية الأميركية عماد سلامة, أنه يمكن وصف الوضع القائم في الجنوب اللبناني بعد رد الحزب على عملية اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر, وإطلاقه مئات الصواريخ باتجاه الداخل الإسرائيلي في 25 آب الماضي, بـ"حالة من المراوغة والعودة إلى واقع التهدئة مع استمرار المواجهة".
ويوضح "طرفا النزاع يدركان أن التصعيد قد يكون باهظ الثمن لهما, وأن أي تغيير نحو اتفاق يرتبط بشكل كبير بنتائج صفقة وقف إطلاق النار في غزة, لذلك, يبدو أن الجانبين يسعيان للتعامل مع الواقع الحالي على الحدود, مع الحفاظ على مواجهات ضمن أقل الخسائر الممكنة".
ويضيف: "هذه الاستراتيجية تعكس تراجعاً في نبرة التصعيد والتهديد, والانتقال إلى حالة من التريث والمراوغة ضمن أطر أكثر انضباطاً, انتظاراً لتوضيح الصورة النهائية للوضع في غزة".
في هذا الوقت, تواصلت الضغوط على نتنياهو للسير باتفاق هدنة في غزة, ولفت اعلان وسائل إعلام إسرائيليّة, استقالة قائد القوّات البرّيّة في الجيش الإسرائيلي تامير يدعي من منصبه. الا انه وبحسب مصادر معنية بالملف فان "ما اثبتته الساعات الماضية هو ان كل الضغوط الخارجية كما الداخلية غير كافية وغير نافعة", معتبرة ان "قرار نتنياهو مواصلة القتال لا رجوع عنه, وليس ارسال تعزيزات اضافية الى الضفة الغربية الا اشارة واضحة بنيته تكرار سيناريو غزة في الضفة في اطار مشروعه الكبير تهجير كل الفلسطينيين من بلدهم, ضاربا بعرض الحائط مشروع اقامة الدولتين".