تشهد أرض العدو غليانا غير مسبوق يهدد كيانها للمرة الاولى في تاريخها, فساحات التظاهر تتوسع والمطلب والشعارات تعلو فهذا التصعيد الداخلي أدى الى اضراب عام شل البلاد دعت إليه نقابات العمال بهدف الضغط على نتنياهو لإبرام صفقة تبادل تعيد الرهائن المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة, اثر مقتل ستة من هؤلاء اخيراً وتظاهرات تدعوه الى قبول الاتفاق قبل القضاء على ما تبقى منهم. غير ان المعارضة تضغط لاقالة نتنياهو اما زعيمها يائير لابيد, يتهم اعضاء الكنيست بالتواطؤ على ما وصفه بأكبر كارثة في تاريخ إسرائيل. ووزير الدفاع يواف غالانت فيمضي في انتقاد نتنياهو وخططه الهدامة رافضا الاستقالة.
وفي المقلب الآخر, نظمت مظاهرات رافضة لإبرام صفقة تبادل مع حماس شارك فيها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير, الذي أمل ألا يشعر رئيس الوزراء الإسرائيلي بالارتباك وألا يتراجع عن مواقفه, فيما يكيل نتنياهو الاتهامات للقاهرة, معتبرا إن حركة حماس تحصل على السلاح من مصر عبر محور فيلادلفيا.
هذا في اسرائيل, اما على جبهة الجنوب اللبناني, فلقد أغار الطيران الاسرائيلي المسيّر مستهدفا سيارة على طريق عام الناقورة وهرعت سيارات الاسعاف الى المكان. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن الغارة الإسرائيلية على سيارة في بلدة الناقورة أدت إلى مقتل شخصين. وأفادت المعلومات عن نجاة سائق بعد تعرض شاحنته لرشقات رشاشة اسرائيلية, اثناء مروره على الطريق الحدودية بين كفركلا والعديسة, حيث أصابت الرصاصات احد الابواب والاطارات..ايضا, تعرضت بلدة يارون في قضاء بنت جبيل, في الاولى الا ربعا بعد الظهر لقصف مدفعي متقطع مصدره مرابض الجيش الإسرائيلي المنصوبة داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة. وسجلت غارة على عيتا الشعب.
في المقابل, اعلن حزب الله انه استهدف "عند الساعة 10:10 من صباح اليوم انتشارًا لجنود العدو في مرتفع عداثر بقذائف المدفعية وأصابوه إصابةً مباشرة". واعلن انه "وردا على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وخصوصا الاعتداء صباحا على بلدة الناقورة, قصف مستعمرات عين يعقوب وجعتون ويحيعام بصليات من صواريخ الكاتيوشا".
سياسياً, يتنتظر المسؤولون في لبنان الخارج وحراك خماسيته ولقاءات فرنسية – سعودية التي قد تشهدها الرياض في الايام المقبلة, لتلمّس مصير رئاسة الجمهورية.
في السياق, اكد وفد من تكتل الجمهورية القوية بعد زيارته مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى ان "علينا ان نضع الأولويات الوطنية نصب أعيننا, ونبادر إلى انتخاب رئيس للجمهورية, بفتح ابواب مجلس النواب والتزام النواب بالحضور والتصويت والتشاور إذا اقتضى الأمر, واستمرار التصويت حتى انتخاب رئيس للجمهورية كخطوة أولى في مسار طويل, تستكمل بتسمية وتكليف رئيس للحكومة وتشكيل حكومة تعيد لبنان إلى طريق الاستقرار والتعافي, وتعمل على تطبيق القرارات الدولية وتعيد مكانة لبنان في المجتمع العربي والدولي".
من جهته, تلقف التيار الوطني الحر, في بيان, بإيجابية التطور في الموقف الذي أبداه رئيس القوات اللبنانية في خطابه البارحة خاصةً لناحية المقاومة وشهدائها ومواضيع الحوار والعيش المشترك ووحدة لبنان والتلاقي والخروج من الماضي وبناء المستقبلَ بما يجسِّدُ طُموحاتِ جميع المكونات اللبنانية, وتحديداً كونها تتلاقى مع مواقف التيار الإنفتاحية وتتماشى, في ما يخص رئاسة الجمهورية, مع ما إستطعنا الحصول عليه والتوافق بخصوصه مع معظم الكتل النيابية, من معادلة تشاور بغية التوافق مقابل جلسات إنتخاب متتالية ومفتوحة تؤدي بالنتيجة الى إنتخاب رئيس, بالتوافق أولاً أو بالتنافس ثانياً, بما يخرج البلد من الفراغ القاتل.يبقى أن من يدرك ويقر أن إنتخاب الرئيس هو مفتاح لحل الأزمات والحوار حولها, يمكنه أن يتجاوب مع دعوة التشاور في مجلس النواب وأن يتفهم أن أي تأجيل إضافي لعملية التشاور المحصورة بالإتفاق على رئيس توافقي والّا الانتخاب, هو أمر لا يساعد في إنجاز الإستحقاق. وبالتالي يمكن للقوات اللبنانية أن تتساهل حول شكليات بسيطة لا تقف عائقاً أمام أهمية انجاز إنتخاب رئيس ميثاقي للبنان كفرصة وحيدة لوقف تحلّل الدولة وانهيار الوطن.
في حين, توجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان, الى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع قائلا "يجب أن تتعلم من التاريخ, لأن من لم يتعلم من التاريخ تأكله زلات اللسان, وكأساس للموقف الوطني أقول: لبنان التضحيات والإنتصارات السيادية لا يد لواشنطن وتل أبيب فيه, والوظيفة السياسية التي تخدم إسرائيل لا محل لها في هذا البلد, والخطاب الذي يمر بتل أبيب لا يمر بعين التينة ولا بحارة حريك, ولبنان أقرب إلى غزة من واشنطن, ومن لا ضمير له لن تنفعه بركة الملائكة, ونعم, هذه الحرب ليست حربك لأنها حرب على إسرائيل, وهي لا تمثلك لأنها تمثل لبنان ومصالحه الإقليمية والسيادية بوجه إسرائيل وأميركا, والسلاح الذي هزم إسرائيل وحرر لبنان ليس سلاحك لأنه نفس السلاح السيادي الذي طحن ويطحن عظام إسرائيل على طول معارك الجبهة الجنوبية اليوم".
على صعيد آخر, كتب رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان عبر منصة "إكس": "رغم القرارات القضائية التي أثبتت "كذبة الحوالات المالية" منذ ٢٠٢١, تستمر ماكينة الكذب والتحريض في نشر الأضاليل وتزوير الوقائع بهدف تشويه الصورة والحقيقة لافتقار القيمين عليها للحجة او البرهان على ما يدعون من أكاذيب طالت مسيرتي السياسية والتشريعية والحزبية التي بها افتخر. وسيكون لي وقفة مفصلة في الأيام المقبلة عن اسباب وظروف الاستقالة من الإطار التنظيمي للتيار وما رافقها من أكاذيب تولت مجموعة معروفة نشرها و توريط البعض بتسويقها. لذلك, سأقوم بمراجعة النيابة العامة لإجراء المقتضى والوصول إلى الرأس المدبر وأدواته لعملية الاغتيال المعنوي الدائرة, علماً أن الأشخاص الذين يقفون وراء هذه الحملة الحقيرة باتوا معروفين بالأسماء وستتم ملاحقتهم قضائياً".
وعشية زيارة مرتقبة للنواب الخارجين من التيار الى الديمان, زار وفد من التيار الوطني الحر ضم النائبين ندى البستاني وجورج عطالله ونائبة الرئيس للشؤون السياسية مارتين نجم كتيلي, البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في مقره الصيفي في الديمان. وكانت مناسبة للبحث في قضايا الساعة ومن ضمنها حقيقة ما جرى اخيراً مع بعض النواب في التيار. وبعد الاجتماع استبقى الراعي الوفد الى مائدة الغداء.