في الجنوب, حرب الإسناد قائمة ولا شيء تغيّر, اسرائيل تقصف والمقاومة تردّ. بالتزامن مع الجبهة اللبنانية القائمة, تطورات ميدانية متصاعدة في غزة والضفة الغربية, فيما إسرائيل تعاني بشدّة بدعوات "الهستدروت" للإضراب الشامل.
يزداد الوضع تازما في الداخل الفلسطيني على اثر اكتشاف 6 جثث أسرائيليين أسرى لدى حركة حماس, وجدوا مقتولين منذ فترة في أحد الأنفاق, ونتج عن هذا الخبر زلزال داخل إسرائيل, في حين بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية تحمّل نتنياهو السبب تحت عنوان "ربما القصف الأسرائيلي قتل الأسرى".
وقد ظهر خلاف كبير بين رئيس الحكومة نتانياهو وبين وزير الحرب الاسرائيلي يؤاف غالانت, حيث اعلن الاخير ان الجيس "الاسرائيلي" يمكنه الانسحاب من محور "فيلادلفيا" وممر "نتساريم", وبالتالي يمكن الحصول على الصفقة وانقاذ الاسرى لدى "حركة حماس".
اسرائيل تعيش ازمة كبيرة, والازمة الكبيرة تكبر في وجه نتانياهو وحكومته من الاحزاب الدينية المتطرفة.
بالتناغم مع هذه الأحداث, انفراجٌ لبناني في ملف انتخابات رئاسة الجمهورية حتى لو كان ضئيل, مع دعوة كلّ من "الثنائي الشيعي" عبر رئيس مجلس النواب إلى الحوار يوم السبت في الكلمة المتلفزة التي ألقاها في الذكرى الـ 46 لـغياب السيد موسي الصدر والاتفاق على رئيس, والمعارضة المسيحية والمستقلة بلسان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مساء أمس الأحد في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية , الذين شكلا بكلامهما عودة إلى ملف الأزمات اللبنانية والمشهد السياسي.
وسارع نواب القوى المعارضة إلى الرد على دعوة بري وأعلنوا "حرصهم على التشاور مع جميع الكتل والنواب الزملاء تحت قبة البرلمان للوصول إلى إنهاء الشغور الرئاسي تحت سقف الدستور والمؤسسات, كما جاء في كلمة رئيس المجلس النيابي والذي دعا فيها إلى التشاور في المجلس, وبناء عليه, نؤكد كنواب قوى المعارضة ضرورة حضورنا إلى المجلس لعقد جلسة عامة مفتوحة طال انتظارها لانتخاب رئيس للجمهورية ينطلق من بعد دورتها الأولى التشاور الذي تحدث عنه رئيس المجلس يليه دورات متتالية بنصاب دستوري دون إفقاده من أي طرف".
وطالب جعجع في الملف الرئاسي بالذهاب لانتخاب رئيس للجمهورية وفقا للدستور, وبعدها ندعو الى طاولة حوار في قصر بعبدا حيث يتركز النقاش على عنوان "أي لبنان نريد".
واعتبر أنّ "انتخاب رئيس الجمهورية يجبْ ألّا يكون موضع مساومةٍ بلْ يجبْ أنْ يبقى مستنداً إلى قواعد دستوريةٍ واضحة لا لبْس فيها ولا تخضع لأيّ اجتهاد. وعلى الرئيس نبيه بري أنْ يدعو وكما نصّ الدستور إلى جلسة انتخابٍ مفتوحةٍ بدوراتٍ متتاليةٍ حتى التوصّل إلى انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة. ولْيفزْ منْ يفزْ ويلْقى التهنئة والمباركة من الجميع بدلاً منْ أنْ نظلّ في دوّامة التعطيل والدعوات العقيمة إلى حوارٍ, جرى ويجري كلّ يومٍ ومنْ دون أنْ يؤدّي إلى أيّ نتيجة… الطريق إلى قصر بعبدا لا تمرّ في حارة حريك, والدخول إلى قصر بعبدا لا يكون من بوابة عين التينة ووفْق شروطها وحوارها المفتعل. الطريق إلى قصر بعبدا تمرّ فقطْ في ساحة النّجمة ومنْ خلال صندوق الاقتراع".
هذا ويصل الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الخميس إلى السعودية للاجتماع مع الوزير في الديوان الملكي نزار العلولا واجراء مشاورات, وتردد ان السفير السعودي في بيروت وليد بخاري غادر للمشاركة في الاجتماع.
وحسب المعلومات المتداولة, فإن الاجتماع الاول لسفراء اللجنة الخماسية سيعقد منتصف ايلول في دارة السفير السعودي بخاري.
وإذا جرت الأمور على هذا النحو, فإن شهر ايلول سيحسم مجرى الملف الرئاسي سلباً او إيجاباً واستغلال الفرصة التي قد تكون الاخيرة عبر مبادرة الرئيس برّي, ليتبين الى اين سيتجه لبنان, هل الى مزيد من التصعيد والمواجهات السياسية في الداخل, والعسكرية على الجبهة الجنوبية, ام الى تفاهمات ليست مستحيلة الآن على من سبق وتوافق عليه "المختلفون والخصوم" في البرلمان من القوى السياسية في ملفات سياسية وتشريعية كثيرة وحتى داخل الحكومة المختلف ايضاً على صلاحياتها ودورها! لكن يبدو ان المعارضة لازالت تتحصن وراء متراس رفض كل المبادرات إلّا مبادرتها التي لا تختلف في الجوهر عن مبادرة برّي كون عنوانها الاساسي هو الحوار او التشاور أيّاً كانت تقنيات وتفاصيل جلسات هذا الحوار.