تنتشر نصائح الروتين الصباحية أو العلاجية على منصات التواصل, ويتم التركيز على جوانبها الإيجابية دون ذكر مضارّها. من هذه الوصفات التي تنتشر بكثرة, شراب #ماء الليمون المزيل للسموم بحسب ما يُروَّج له, إذ يُعدّ تناول هذا المشروب الساخن من الطقوس الصباحية التي يتبعها الملايين من الناس, ومن بينهم مشاهير مثل بيونسيه وجينيفر أنيستون.
ماء الليمون يؤذي ال#أسنان واللثة
الدكتور فادي ليان - طبيب أسنان
لا ننصح أحداً باستخدام الليمون للأسنان, فلهذه الثمرة تأثير سلبي على الأسنان يفوق التأثير الإيجابي. فالماء الساخن مع إضافة الليمون ليس صحياً لأنّ عصير الليمون الشديد الحموضة يمكن أن يذيب بمرور الوقت سطح المينا الواقي الصلب. فحرارة الماء الساخنة والليمون ينتجان بيئة مثالية للتآكل ويؤديان إلى التسوّس.
فالليمون يقشط العاج (الطبقة الخارجية للأسنان), بموجب الأسيد سيتريك الموجود في الليمون, ما يؤدي إلى بردها, حينها, تصبح النهايات العصبية للسن مكشوفة, ما يؤدي إلى حساسيته والشعور باللمعان, إذ يمكن أن يفتح المينا المتآكل الباب للبكتيريا التي يمكن أن تسبّب تسوّس الأسنان أو العدوى. كما أنه يجعل الأسنان متغيرة اللون حيث يتآكل المينا, وهو أبيض, لفضح طبقة العاج الموجودة تحته, والتي تكون صفراء. لذلك, عندما يشرب الناس مشروب الليمون قد يشعرون بأنّ أسنانهم ابيضّت, لكن هذا البياض ليس بياضاً صحياً بل مصطنع ومؤذٍ وآني. وبمجرد تآكل المينا, فإن الخيار الوحيد هو علاج الضرر ببعض أشكال التغطية مثل الحشوات. وإذا وصل التسوّس إلى لب السن, فقد يؤدي هذا إلى علاج قناة السن أو حتى إزالة السن.
كذلك, يُعدّ الليمون قاسياً على اللثة, خصوصاً إن لم تكن سليمة وقوية, وتصبح معرَّضة للالتهاب بسهولة, كما يمكن أن يتسبّب الماء الساخن بتمدّد وانكماش مينا الأسنان بسرعة.
ويجب الانتباه لدى تحضير ماء الليمون, ومراعاة ألّا تكون كمية الليمون في الكوب مركَّزة, بل مخفَّفة كثيراً بمقدار بضع قطرات فقط في كوب الماء, وهنا نتحدّث عن ضرر جزئي على الأسنان واللثة.
إلى ذلك, وفيما يُفضَّل عدم تناول هذا المشروب يومياً وبكثرة, يمكن شربه من خلال الاستعانة بالقشة (straw) لمنع الحمض من ملامسة الأسنان. كذلك, لا يجب تنظيف الأسنان بعد تناول كميات كبيرة من الحمض في ماء الليمون, وبدلاً من ذلك, يمكن تنظيفها قبل شربه أو الانتظار 20 إلى 30 دقيقة بعده باستخدام معجون أسنان بالفلورايد لإعادة تمعدن مينا الأسنان, أو مجرد شطف الفم بالماء لغسل الحمض الراسخ على الأسنان.
أمّا منقوع الليمون أو الماء البارد المضاف إليه شرائح الليمون, والذي يشربه بعض الناس طوال اليوم, فهو يعرّض الأسنان للمياه الحمضية, وهذا التعرّض المستمرّ وبقاء الحمض على الأسنان, يؤدي إلى معظم الأضرار المذكورة.
لكن هل يستحق ماء الليمون هذا العناء؟
داليا حرب - اختصاصية تغذية
ماء الليمون ليس مشروباً سحرياً للتنحيف كما يُروَّج, لكن يمكن أن ننصح به للأشخاص الذين لا يحبّون طعم المياه العادية المعدنية عبر تنكيهها بثمار مثل الليمون أو الخيار أو النعناع للحفاظ على ترطيب أجسامهم, لكن تبقى المياه المعدنية وحدها هي الخيار الأفضل. كذلك, يزيد مشروب ماء الليمون من حموضة المعدة وارتجاع الأسيد فيها.
إضافة إلى ذلك, لا يعمل ماء الليمون الساخن على إزالة السموم من الجسم, ولا على تنظيف الأعضاء الداخلية مثل الكلى أو الكبد كما يُشاع, فالجسم وحده هو مسؤول عن هذه العملية من خلال قنوات عديدة. أيضاً, لا يساعد هذا الماء على تعزيز عملية الهضم. بالتالي هو مشروب ليس ذا منافع لكنه غير مضرّ, فهو شبيه بأي مشروب ساخن يمكن تناوله مثل اليانسون أو الزنجبيل أو الزهورات, مع مراعاة تناوله باعتدال. وقد تكون منفعته بترطيب الجسم وتليين المعدة ليس أكثر.