بعد الحديث عن حراك فرنسي لإعادة إحياء ملف رئاسة الجمهورية, حضر الملف اليوم في كلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر, كما يحضر غدا في كلمة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في قداس شهداء المقاومة اللبنانية في معراب, ويحضر ايضا في قابل الايام في حركةٍ يفترض ان يُطلقها من جديد, الخماسيُ الدولي, بعد ان يكتمل نصاب أعضائه مع عودتهم مِن عطلهم في بلدانهم, الى بيروت.
لكن هذه الدينامية المُستعادة على الضفة الرئاسية, اكانت في المواقف او في اللقاءات, لن تبدّل في الشغور تبديلا, لان معادلة الثنائي الشيعي "الحوار قبل الرئاسة", لم تتغير حتى اللحظة, وقد تمسك بها الرئيس بري اليوم من جديد - ولن تتغيّر قبل سكوت المدافع في غزة واتضاح معالم التسوية الكبرى وحصةِ كل فريق اقليمي فيها.
فالرئيس بري جدد الدعوة للحوار, قائلاً:"اليوم نعود ونؤكد على ما طرحناه في 31 آب من العام الماضي في مثل هذا اليوم , هو لا زال دعوة مفتوحة للحوار أو التشاور , لأيام معدودة يليها دورات متتالية بنصاب دستوري دون إفقاده من أي جانب كان. تعالوا غداً إلى التشاور تحت سقف البرلمان, وصولاً الى رئيس وطني جامع يستحقه لبنان واللبنانيون في هذه اللحظة الحرجة من تاريخه".
اما عن الواقع الجنوبي, فقال بري "نؤكد التزامنا بالقرار الأممي 1701 والطرف الوحيد المطلوب إلزامه به هو إسرائيل التي خرقته برّا وجوّا وبحراً أكثر من 30 ألف مرة", داعيا "الحكومة إلى وجوب مغادرة المساحات الاستعراضية وتأمين أبسط مستلزمات النازحين الجنوبيين".
كلام بري تزامن مع جولة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل اليوم في زحلة. وفي المناسبة, وغداة انتقاده مهاجمة حزب الله لاسرائيل "لاننا مع السياسة الدفاعية لا الهجومية", أكد باسيل أنه "يمكن أن نختلف على إدارة البلد, ولكن عندما يكون هناك خطر من الخارج لا يحق لنا أن نختلف عليه". واضاف "الصحيح أن يكون اختيار رئيس الجمهورية والحكومة وغيره استحقاقا داخلياً وان نقوم نحن بالإختيار", لافتا الى أن "الخطر الاسرائيلي يجب ألا نختلف عليه والى أن ما تقوم به اسرائيل بغزة هو حقيقتها وعندما نواجه هذه الحقيقة بهذا الشكل نكون نرفضها". غير انه شدد على "اننا دخلنا في حرب اكبر منا", وقال "عندما نقول لسنا مع فكرة هذه الحرب فهذا لا يقلل من وطنيتنا ونكون نحمي بلدنا من هذا الخطر", مضيفاً أن "موقفنا الذي قلناه في ٢٠٠٦ لا نغيره ولا اذا اسرائيل اعتدت سنغير موقفنا", لافتا في المقابل إلى أن "القوة ليست فقط بالسلاح بل ايضاً بالإقتصاد القوي". وأكد أن "وطنيتنا كتيار تفرض علينا أن نفكر بكل الأبعاد الداخلية والخارجية ليكون بلدنا قوياً". وختم باسيل "ليست لدينا كل عناصر القوة لمواجهة خطر الحرب على لبنان إذا وقعت, وهنا تكمن المشكلة, وهذا سيؤدي الى المزيد من هجرة اللبنانيين"... وكان مدير مكتب مفتي زحلة والبقاع الشيخ علي الغزاوي أبلغ التيار الوطني بإلغاء زيارة النائب باسيل إلى أزهر البقاع على خلفية موجة اعتراضات واسعة عبرت عنها بيانات فاعليات مجدل عنجر.
أما ميدانياً, تحركت سيارات إطفاء لاخماد حريق كبير شب في أطراف بلدة الناقورة جراء إلقاء طائرة درون اسرائيلية مواد حارقة في المنطقة. ايضا, ألقت درون صباحا مواد حارقة على حرش يارون, مما أدى اندلاع حرائق واسعة فيه. على الفور توجهت فرق الإطفاء من فوج الإطفاء التابع لإتحاد بلديات قضاء بنت جبيل إلى المكان وتعمل على إخماد نيران. وألقت درون قنبلة حارقة على أحراج العديسة وأخرى قرب البلدية, مما تسبب باندلاع النيران فيها. وقصفت المدفعية الثقيلة بعشرات القذائف اطراف بلدة شمع واودية بلدة مجدل زون وبلدتي دير سريان والطيبة في قضاء مرجعيون. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على أطراف بلدة مركبا جهة بلدة رب ثلاثين. وتعرضت أطراف يحمر الشقيف ومجرى النهر عند الاطراف الجنوبية فيها لقصف مدفعي, تسبب في اندلاع النيران التي امتدت الى مشارف المنازل.... في المقابل, اعلن حزب الله انه استهدف "عند الساعة 08:50 من صباح اليوم موقع المرج بالأسلحة الصاروخية".
وبعد البلبلة التي أثيرت حول الباخرة الجزائرية, صدر عن وزارة الطاقة والمياه بيان قالت فيه " بعد ان تقدمت سلطات الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية مشكورة بهبة من الفيول اويل العالي الجودة من انتاج المصافي في دولة الجزائر, تلبية لحاجات لبنان المُلِحّة, يهم وزارة الطاقة والمياه في لبنان ان تجدد ترحيبها بهذه الهبة, وتكرر شكرها للرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون على هذه المبادرة الكريمة لتأكيد وقوف الجزائر الدائم الى جانب لبنان في ازماته, خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة. ودحضاً لكل الشائعات المغرضة والاخبار المشبوهة المتداولة, تؤكد وزارة الطاقة والمياه انها اتمت كل التحضيرات اللوجستية والفنية في منشآت النفط في طرابلس, من تنظيف خزانات نفط وبنى تحتية بحرية و قد أعطت الإذن بتفريغ الباخرة في الخزّانات, الا ان ارتفاع امواج البحر حال حتى الساعة دون دخول الباخرة وافراغ الحمولة.