على مدى اليومين الماضيين انشغل كل من فريق المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأميركية كامالا هاريس, والمرشح الجمهوري دونالد ترمب بمسألة "الميكروفون"!
ففيما أرادت حملة هاريس إبقاء "ميكروفونات" المرشحين مفتوحة خلال أول مناظرة مرتقبة بينهما في العاشر من سبتمبر المقبل, على شبكة "آي بي سي", رفضت حملة ترمب الأمر.
للإجابة على هذا السؤال لا بد من التمعن جيدا في المشهد, والعودة قليلا إلى شهر حزيران.
ففي ذلك الشهر ناظر الرئيس الديمقراطي الحالي جو بايدن خصمه الجمهوري ترمب, إلا أنه مني بهزيمة نكراء, حينها بدا بايدن مرتبكاً فيما ظهر ترمب على عكس المعتاد هادئا إلى حد ما لا يسبقه الكلام, وللمصادفة كان المذياع مغلقا.
وبالتالي لم يكن بإمكان ترمب المعروف بحماسته, مقاطعة خصمه لإطلاق تصريحاته النارية.
ما انعكس إيجاباً عليه, إذ بدا أكثر هدوءا وعقلانية مما اعتاد عليه الناخبون.
لذا لا شك أن حملته تود أن تكرر تلك التجربة, وتطالب بالتالي بفتح "ميكروفونات" المناظرين.
وعلى النقيض تماما تود حملة هاريس فتح الميكروفونات, عساها تحظى بلحظة ذهبية, يرتكب فيها ترمب هفوة ما تكلفه باهظاً يوم الخامس من نوفمبر, حين يحين موعد الاستحقاق الرئاسي.
إذ يعتقد الديمقراطيون أن منافسهم الجمهوري البالغ من العمر 78 عاما, بدا ليناً أكثر عندما لم يُسمح له بالكلام ساعة يشاء, مما منحه مظهرًا زائفًا من الانضباط, حسب ما نقلت "إي بي سي".
إلى ذلك, تود هاريس أن يرى العالم أجمع وليس الأميركيين "تفلت" خصمها وجموحه غير المنضبط.
وفي السياق, قالت ماري آن مارش, الخبيرة الاستراتيجية الديمقراطية: "إن المرشحة الديمقراطية لا تريد فقط أن يرى الأميركيون دونالد ترمب على حقيقته عارياً أمام ميكروفون مفتوح بل تريد أن تظهر لهم أيضا أنها تستطيع الوقوف في وجهه ومواجهة أي شيء.. أي تهمة يرميها في وجهها".
في المقابل ادعى الجمهوريون بأن هاريس تخشى وتخاف من "صمت" ميكروفون ترمب. واتهمتها حملة ترمب بأنها تستخدم مسألة الميكروفون كذريعة للتهرب من المناظرة.
حتى إن دانيال ألفاريز, إحدى كبار المستشارين في حملة ترمب, سخرت من طلب المرشحة الديمقراطية الجلوس على كرسي خلال المناظرة المرتقبة, قائلة حتى بايدن (البالغ من العمر 82) تمكن من البقاء واقفا لمدة 90 دقيقة في المناظرة السابقة.
كما تساءلت عن السبب الذي دفع هاريس إلى طلب السماح بإدخال ملاحظات معها خلال تلك المواجهة المرتقبة بعد 11 يوما.
علماً أنه خلال انتخابات العام 2020 كان للحزبين موقفان مختلفان تماماً.
إذ عارض فريق ترمب حينها كتم صوت الميكروفون خلال المناظرات مع بايدن, قائلاً إنه "من غير المقبول على الإطلاق أن يمارس أي شخص مثل هذه السلطة".
في حين طالبت حملة بايدن بكتم الميكروفونات, لأن مقاطعة المرشح لمنافسه أثبتت أنها تشتت الانتباه.
ووقتها عمد ترمب إلى مقاطعة بايدن 145 مرة.