تتزامن العودة التدريجية للجبهة الجنوبية إلى المعادلة التي كانت قد استقرت عليها قبل يوم الردّ الذي نفذه "حزب الله" إنتقاماً لاغتيال إسرائيل القيادي فؤاد شكر, مع عودة النازحين من الضاحية الجنوبية إلى منازلهم التي تركوها منذ أربعة أسابيع, وذلك وسط غموض والتباس لدى العديدين حول دعوة السيد حسن نصرالله للذين نزحوا بأن يعودوا إلى بيوتهم, وما إذا كانت موجهة لكل النازحين والذين يتجاوز عددهم المئة ألف, قد غادروا قراهم منذ أشهر بسبب الحرب. وفي هذا السياق, يوضح الكاتب والمحلل السياسي محمد علوش, أن دعوة السيد نصرالله موجهة لأهالي الضاحية الجنوبية للعاصمة كما لسكان بعض قرى شمال الليطاني فقط وليس لسكان القرى الجنوبية.
اعلان
ويقول المحلل علوش في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت", إنه بعد عملية اغتيال شكر في الضاحية وتوعّد المقاومة بردٍ قاس, شعرت نسبةٌ لا بأس بها من المواطنين بأن الضاحية لم تعد خارج دائرة المعركة التي انطلقت في تشرين الأول الماضي, وأن الموجة المقبلة من الردود المتقابلة قد تشهد ضربات داخل الضاحية وبالتالي بادروا إلى استئجار منازل في مناطق أخرى, فيما كان عدد كبير من أهالي الضاحية يغادرها خلال الليل, كذلك فإن سكان بعض المناطق الواقعة شمال الليطاني والتي كان الوضع فيها مقبولاً, قد شعروا أيضاً أن دائرة الصراع ستتسع بعد الردود ولذلك غادروا منازلهم.
وبالتالي, يردف علوش أنه "وبعد أحداث يوم الأحد الماضي وردّ المقاومة, وبعدما ابتلعت إسرائيل هذا الضربة, معتبرةً أنها حققت برأيها إنجازاً وإفشالاً لمخطط الردّ وهو ما لم يحصل بطبيعة الحال, أكد السيد نصرالله, أن المرحلة الماضية التي شهدت الكثير من التوتر والضغط والتهديد من الخارج والتهويل بتوسع الحرب, قد انتهت, وأعاد الجبهة اللبنانية إلى ما بدأت عليه أي جبهة إسناد وليست حرباً قائمة بذاتها, ودعا الناس للعودة إلى منازلهم وهو يقصد بشكل خاص النازحين بعد عملية اغتيال شكر وليس أبناء المناطق الحدودية كما حاول بعض المحللين القول".
أما لجهة ما إذا كان يوم الأحد الماضي تاريخاً لمواجهة أخيرة, يجزم علوش بأن "العدو الإسرائيلي هو عدو غدّار ولا يمكن أن نكون بمأمن منه إطلاقاً, كما أن الحرب في غزة وفي المنطقة لا تزال مستمرة وبالتالي ستبقى الأمور مفتوحةً على احتمالات جديدة, إذ ربما يُقدم العدو على ارتكاب خطأ آخر فتكون المقاومة مضطرة للرد عليه مجدداً, وبالتالي لا يمكن الحديث عن عودة الهدوء إلى المنطقة إنما يمكن الحديث عن أن الحالة المتوترة خلال الأسابيع الماضية قد انتهت اليوم بانتظار ما قد يحصل في المستقبل".