بينما يفصل العالم يومين عن استكمال المفاوضات في الدوحة, لا زالت الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية قائمة محاولةً منع الإنفجار في المنطقة, والتي بلغت ذروة قياسية في الساعات الأخيرة تزامنت مع بلوغ الحشد الحربي البحري للولايات المتحدة الأميركية في المنطقة مستوى ضخماً للغاية نوعاً وكمّاً.
وفي هذا السياق تردّدت معلومات مساء أمس عن أن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين يصل اليوم إلى لبنان في زيارة مفاجئة وسريعة تتصل بجهود منع تمدّد الحرب بعدما كان وصل مساء أمس إلى تل ابيب.
هذا وقالت مصادر ديبلوماسية ان وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن قد يزور بيروت هذه المرة هذا الاسبوع خلال جولته للمنطقة لنقل رسالة من ادارته على ضرورة التهدئة من اجل نجاح مفاوضات وقف اطلاق النار في غزة, وقال موقع أكسيوس إن بلينكن سيتوجه مساء اليوم الثلاثاء إلى الشرق الأوسط, في جولة تشمل قطر ومصر وإسرائيل لكنها غير مؤكدة بشكل نهائي.
فيما قال ماكرون للرئيس الإيراني إن أي ردّ غير متناسب إزاء إسرائيل من ايران على اغتيال إسماعيل هنية يضع المنطقة في خطر كبير. وعُلم أن الرؤساء الأربعة اتفقوا على بذل كل الجهود لخفض الخطر الذي يهدد المنطقة, كما اتفقوا على ضمان أمن إسرائيل في حال تم الهجوم عليها من إيران كما في نيسان (أبريل) الماضي, واتفقوا على الإسراع في وقف إطلاق النار في غزة وضمان المستقبل في ما بعد الحرب كي تؤخذ في الاعتبار تطلعات الشعب الفلسطيني في غزة. وأكد الرئيس بايدن لنظرائه أنه سيعمل معهم من أجل ضمان أوضاع غزة ما بعد الحرب.
وأكدت فرنسا لاصدقائها في المنطقة ولإسرائيل أن التزامها أمن إسرائيل غير قابل للتفاوض وهو أساسي, وإذا هاجمت إيران إسرائيل, ففرنسا ستبذل جهدها للمشاركة في إفشال هذا الهجوم, وهذا بحسب باريس أساسي ليس فقط لأمن إسرائيل بل للجميع في منطقة الشرق الأوسط. وماكرون يريد السلام للجميع في الشرق الأوسط, فهو يرى أن مسّ إيران بأمن إسرائيل بشكل خطير سيولّد المزيد من المآسي في الشرق الأوسط بما في ذلك لبنان. وفرنسا حذّرت عبر رسائل إلى "الحزب" والسلطات اللبنانية من أي تصعيد وأي مغامرة وأن على حزب الله الا يجرّ لبنان إلى كارثة أخرى مثلما حدث في 2006.
أما في لبنان, فبدا لافتاً تكثيف الجهود الحكومية لرفع مستوى الاستعدادات والإجراءات الاحترازية تحسباً لاحتمال حصول حرب. وهذا ما أكده رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية, نجيب ميقاتي, أن "الاتصالات الدبلوماسية ناشطة في أكثر من اتجاه لوقف التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان", في وقت مدّدت فيه مجموعة من شركات الطيران تعليق رحلاتها إلى بيروت مع ترقّب ردّ "الحزب" على اغتيال القيادي فؤاد شكر.
وبينما جدّد "الحزب", على لسان نائب رئيس المجلس التنفيذي الشيخ علي دعموش, تمسكه بـ"رد ميداني مؤلم ورادع", قال ميقاتي, خلال ترؤسه اجتماعاً وزارياً موسعاً, إن "ورقة الحكومة اللبنانية التي تظهر القواعد الهادفة إلى تحقيق الاستقرار على المدى الطويل في جنوب لبنان, التي أعلناها نهاية الأسبوع, تحدد الأسس الواضحة للحل وأبرزها خفض التصعيد لتجنب دوامة العنف المدمرة وأن يقوم المجتمع الدولي بدور حاسم وفوري في تهدئة التوترات وكبح العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان".
هذا انشغلت الدوائر اللبنانية, سواءٌ في المقاومة أو البيئات السياسية الرسمية وخلافها بتفجير الخلاف بين رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع فيها يوآف غالانت, على خلفية النظرة الى مصير الحرب, والمسؤول عن تعطيل صفقة التبادل والهدنة المتوقفة في غزة, على وقع تصعيد اسرائيلي وردّ مماثل من الحزب الذي امطر فجر امس المستعمرات الشمالية بما لا يقل عن 30 صاروخاً رداً على القصف الذي استهدف معروب (قضاء صور) وادى الى سقوط جرحى من ابناء البلدة.
وكشف وزير البيئة ورئيس لجنة الطوارئ الحكومية ناصر ياسين عن تجهيز 1399 مدرسة ومهنية لإيواء النازحين على غرار ما حصل في العام 2006.
وتحدث عن سيناريوهات ثلاثة: حرب شاملة ترفع الكلفة الى 100 مليون, ونزوح بحدود ربع مليون الحاجة الى 250 الف دولار, واذا استمر الوضع على حاله في مائة الف نازح من الجنوب تحتاج فقط الى 25 مليون دولار.
وفي اطار التحركات الدبلوماسية زار امس سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد بخاري وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي في مكتبه.
اقليميًا, يعيش الداخل ما وصفها الاعلام الاسرائيلي " فترة انتظار مرهقة للأعصاب كجزء من استراتيجية الاستنزاف التي تقودها إيران ضد إسرائيل", وعكست الصحافة والقنوات الاسرائيلية استعدادات في كل القطاعات تحسبا لرد ايران و"الحزب".