كشف تقرير لقوى الأمن الداخلي عن عدد الشكاوى من حالات العنف الأسري المبلّغ عنها على الخط الساخن لدى المديرية خلال شهر تموز فقط عن مئة حالة تعنيف تراوحت بين 93 تعنيف جسدي وواحد تعنيف جنسي و6 تعنيف معنوي, إلا أن اللافت أن النسبة الأعلى من المعنفين كان من حصة الأزواج والذي بلغ عددهم 40, فيما قام 27 أب بتعنيف أبنائهم, و9 أخوة بتعنيف أخوتهم, كما قاما إثنين من الأمهات بتعنيف أولادهن.
ما هي الأسباب التي تقف وراء عمليات التعنيف؟ هل هي اقتصادية أمنية أو تعود لموروثات وعادات اجتماعية؟.
في هذا السياق, يوضح أستاذ علم النفس أنطوان شرتوني, أنه لا يمكننا في أغلبية المشاكل وإضطرابات النفس الإجتماعية, التي نراها داخل المجتمع أن نضعها في إطار واحد بل هناك عدة أسباب تجتمع مع بعضها لتظهير ظاهرة العنف.
ومن منطلق أن غالبية المعنفين في التقرير من الرجال فيلفت إلى احتمال وجود رجال يتعرّضون للعنف الأسري داخل العائلة, وليس بالضرورة أن يكون جسدياً فيمكن أن يكون لفظياً, وأحيانا فإن التعرض للعنف الشفهي يدفع ببعض الأشخاص إلى ممارسة العنف الجسدي ضد الغير, وإذ يؤكد أنه ليس من باب الدفاع عن المعنف إلا أن بعض السلوكيات من قبل الزوج أو الزوجة أو الأولاد أو أي فرد من العائلة قد يستفز الشخص الآخر ليصل به الأمر إلى إستعمال العنف الجسدي, والعنف لا يولد إلا العنف.
ويؤكد أن معالجة العنف لن تكون سوى بطريقة واحدة هي التواصل, فعلى سبيل المثال الشخص الذي لديه شعور بالضيق عليه أن يبوح به إلى الغير, مثل الزوج أو الزوجة ففي حال تعرضا إلى ضيق اقتصادي أو نفسي عليهما أن يخبرا بعضهما بما يشعران لأن تراكم العوامل المسبب للضيق تساهم في إيصال الشخص الى إرتكاب هذه الأنواع من العنف.
إذا أسباب العنف كثيرة, ولحظة تجمعها مع بعضها يؤدي إلى انفجارها, والطريقة الأفضل لمعالجتها هي التواصل بين مكونات الاسرة.
ولا ينفي أنه باتت الحاجة إلى أخصائي نفسي في العائلات أمراً شائعاً وأصبح حاجة للمجتمع وبخاصة في مجتمع شبيه بمجتمعنا حيث يعيش الناس تحت الضغط بطريقة يومية, لا سيّما اليوم مع ضغط الحالة النفسية المتعلقة بالحرب.
ويشدّد على أن الإقتصاد وحالة الحرب عنصران هامان يساهمان في إرتفاع العنف داخل الأسرة, لكن العدوانية متواجدة داخل كافة المجتمعات وحتى المجتمعات الأكثر ثراء وهذه المجتمعات لا تعاني لا من الحرب ولا من حالة إقتصادية سيئة, لذا هناك أساب أخرى غير الحرب والاقتصاد على الرغم من الدور الكبير لهما في إرتفاع حالة العنف الأسري.
ولا ينسى أن يذكر أن الضحية التي تتعرّض للعنف هي بحاجة للمعالجة, فالعنف إذا تمت ممارسته أكان جسدياً أو لفظياً أو الإثنين معا يترك ندبة داخل الإنسان وليس من السهل محوها, من هنا أهمية أن يلجأ الشخص الذي تعرض للعدوانية إلى أخصائي نفسي للمساعدة.
وعلى أبواب العام الدراسي الجديد, يضيئ على ضرورة الانتباه بأن الاولاد الذين يتعرضون لعدوانية من قبل أولاد أخرين, ويجب الحرص من المدارس على توعية الأولاد أنه لا يحق لاي شخص إزعاج غيره ولا يحق لأي أحد إسماع الاخر كلام مسيئا وعلينا الانتباه من التنمر لما له من آثار سلبية على نفسية الأطفال.