على الرغم من التخويف والتهويل من الحرب الشاملة والتخوف من امتدادها, لوحظ بأن الشعب اللبناني يعيش حياة عادية على الرغم من ثقل الانتظار والمخاوف من ردود صاعقة, تأتي على الأخضر واليابس اكثر مما أتت. وعلى الرغم من انتقاد بعض الصحف العالمية هذه الحالة "السريالية", إلا أن هذا الشعب بطبيعته يقاوم على طريقته.
فيما يزداد الغموض والتضارب الحاد في التقديرات والمعطيات المتصلة بردّ ايران و"الحزب" على إسرائيل, أدرجت مصادر ديبلوماسية بارزة لـ"النهار" ثلاثة أسباب يجري تداولها لـ"التأخير" المحتمل وما يستتبعه من ردّ إسرائيلي تبعاً لحجم وطبيعة الرد وهي:
أولاً, إن تعقيدات عسكرية كبيرة تواجه رداً منسقاً هذه المرة من أطراف "محور الممانعة" بما يملي عدم الاستعجال لئلا يخفق الرد في إيلام إسرائيل "بقوة" كما توعدت طهران و"الحزب" ويدفع الدولة حكومة نتنياهو إلى الاندفاع أكثر نحو ضربات وهجمات قاصمة ضد "المحور" .
ثانياً, إن الفترة الماضية منذ اغتيال هنية وشكر تشهد مرحلة استنفار ديبلوماسي غير مسبوق بين المعسكر الغربي كله وإيران سواء عبر مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة تطرح معها مقايضات لا تجد معها إيران ضيراً في إطالة هذه الفترة ما دامت تعود عليها بفتح أبواب المقايضات والصفقات المحتملة مع الدول الغربية, حتى لو حققت خطوات جزئية راهناً.
ثالثاً, إن إسرائيل أبلغت إلى الدول المعنية كافة أنها باتت أقرب إلى شنّ حرب استباقية على إيران و"الحزب" بما يعني انها جاهزة لحرب شمولية على جبهات عدة مفتوحة, وتزامن ذلك مع حركة تعزيزات ضخمة للقطع البحرية الأميركية في المنطقة, بما ضاعف الضغوط الديبلوماسية لإطالة فترة المفاوضات والوساطات علها تنجح في خفض أخطار حرب شاملة.
في إطار اظهار المواقف, ابلغ وفد من نواب المعارضة المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت انهم يرفضون ادخال لبنان بالحرب الدائرة, مؤكدين التمسك بالقرار 1701 على جانبي الحدود, واستمع الوفد الذي ضم النواب: مارك ضو, غسان حاصباني, اشرف ريفي, جورج عقيص وأديب عبد المسيح الى الجهود الدبلوماسية الجارية لخفض التصعيد.