تشتد يومًا بعد يوم وطأة المجالس البلدية وتترنح تحت ثقل الأعباء الملقاة على كاهلها بخاصة بعد تأجيل السلطة السياسية إجراء استحقاق الانتخابات البلدية للمرة الثالثة على التوالي, وآخرها بسبب الحرب القائمة في الجنوب. هذا العجز المفرط للبلديات تأثر بشكل أساسي نتيجة استفحال الأزمة المالية التي انفجرت في لبنان عام 2019, فرفعت البلديات " العشرة " بعد ان باتت بحكم "شبه مفلسة" مما منعها قسرًا عن تأدية واجباتها منذ التمديد الأول للأزمة عام2020.
وبحسب الأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية والبلديات فهناك 1064 بلدية, 122 منها في حكم المنحلة,أي نحو 15% من العدد الإجمالي للمجالس البلدية, مهمات تصريف أعمالها تصبح مناطة بالمحافظ أو القائمقام,
وكما يشاع, فإن عجلة الإنماء والخدمات تتوقف وتصاب بالشلل في أي بلدية تصنّف ضمن البلديات المنحلّة فتوكل مهام إدارتها إلى المحافظ, إلا أن الواقع اختلف مع بلدية برلياس - قضاء زحلة التي استقال أكثر من نصف أعضائها وقبلت استقالتهم فتسلم محافظ البقاع القاضي كمال ابو جوده مهام إدارة هذه البلدية وتسيير أمور مواطنيها بكل رحابة صدر.
اعتقد الأهالي أن واقعا مريرا وصعبا سيواجهونه في عملية توفر الخدمات الانمائية ولكن فوجئوا أن الخدمات ومتطلباتهم الاتمائية بقيت مؤمنة وعلى العكس باتت متوفرة بشكل اكثر من اي وقت مضى .
لا يختلف احدا على أن بلدة "بر الياس" من أكبر البلدات في قضاء زحلة من حيث الكثافة السكانية وأعداد النازحين السوريين عن باقي البلديات المنحلة, لكن وجود المحافظ ابو جودة على رأسها خفّف من معاناة أهلها ومن همومها المالية في هذه الظروف الصعبة, بحيث عجزت اكبر البلديات والتي تحظى بكامل أعضائها وهيئاتها الإدارية والتنفيذية من الاستمرار في تقديم خدماتها في ظل هذه الأزمة.
ومع الوقت, تحولت بلدة بر الياس إلى خلية طوارئ تحت إشراف ومتابعة المحافظ أبو جودة, الذي يجهد على طي صفحة مكب النفايات العشوائي الذي يطلق عليه بكارثة برالياس التي تطال اكثر من بلدة بفعل انتشار سحب دخانه المسمومة .
يعمل المحافظ ابو جودة على معالجة يومية لهذه الكارثة البيئية و تلال النفايات بدات تجد طريقها إلى المطمر الجديد, وهو يتابع يوميا وعن كثب للحد من أضرار هذا المكب تارة عبر رش المياه وإطفاء الحرائق المشتعلة فيه وطورًا عبر تنفيذ عمليات الردم بالاتربة.
ولا يغفل ابو جوده عن المخاطر الناجمة عن هذا المكب, فهو الى باقي الهموم البقاعية, لا يتوانى عن عقد لقاءات بيئية طارئة بالتعاون مع وزير البيئة الدكتور ناصر ياسين والجهات الدولية المانحة ومستشارين بيئيين من اجل ايجاد التمويل والصيانة اللازمين للوصول الى مطمر بيئي صحي يليق بأهل المنطقة وجهده منكب على إعادة تشغيل المطمر الحديث وتأمين التمويل المطلوب.
عجلة الإنماء لم تتوقف داخل البلدة فحسب, بل خضعت الطريق الرئيسية بيروت_ دمشق لعملية تأهيل كبيرة فأُعيد إنارة الشارع الرئيسي في بر الياس, وجرى تحسين وضع بعض الطرقات الداخلية من "تزفيت" وغيرها وهي مطلب أساسي لقاطني هذه الاحياء بعد ان كانت هذه المهمة "شبه مستحيلة". الى ذلك, تم تنفيذ مشروع تمديد "شبكات الصرف الصحي" وهو عمل مستمر بشكل يومي, أما ضمان الأمن وتوفير الخدمات الأساسية للبلدة فهي من المسلّمات لدى المحافظ ابو جوده.
ما تشهده برلياس من عناية إنمائية لدى المحافظ كمال أبو جوده ينسحب على باقي القرى ذات البلديات المنحلة وفي مقدمها جديتا التي تحولت اليوم الى بلدة تحظى بالإنماء من خلال تزفيت طرقاتها وصيانة الانارة وتأمين المياه لسكانها عبر مشروع الطاقة الذي نفذه ابراهيم سلوم وصولا الى تربل وكفرزبد وابلح ورعيت وتعلبايا التي تحظى أيضا باهتمام سعادة المحافظ.
بناء عليه, لا يمكننا كمواطنين إلا الوقوف إلى جانب محافظ البقاع القاضي كمال ابو جوده ومؤزارته ودعمه في مسيرته الإنمائية التي تعتبر في هذه الظروف الصعبة مهمة شاقة يلزمها هكذا رجل استثنائي في زمن استثنائي صعب .