احتفل معهد " دار الموسيقى", معهد شادي ريا للموسيقى بتخرّج مئة طالب وطالبة من طلابه في احتفال اقيم في حديقة الأساقفة في مطرانية سيدة النجاة برعاية وحضور رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم.
حضر الحفل الى جانب المطران ابراهيم راعي ابرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس المتروبوليت انطونيوس الصوري, راعي ابرشية زحلة المارونية المطران جوزف معوض ممثلاً بالأب ايلي صادر, النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم, النائب سليم عون, الوزير السابق ايلي ماروني, القنصل محمد الحاج, السيدة مارلين ضاهر وحشد كبير من اهالي المتخرجين والمدعوين.
بداية الإحتفال مع دخول المتخرجين تلاه تسليم شعلة المعهد بين التلامذة بيتر نجار ومارك نصار ومن ثم كلمة ترحيب من عريف الإحتفال, المسؤول الإعلامي في المعهد موسى الصياح.
مدير المعهد شادي ريا تحدث في كلمته عن نشأة المعهد وتطوره وقال " اليوم أقفُ وأنا أحملُ مشاعرَ الفخرِ والاعتزاز, منذ عام 2018 تاريخُ تأسيسِ معهد دار الموسيقى وانا أحلمُ أن اكونَ تحت راية سيدة النجاة حامية المدينة , اُخَرِجُ تلاميذي والسنة خصوصا ً برعاية الاب الروحيّ لنا سيادة راعي الابرشية المطران ابراهيم مخايل ابراهيم
هذه المؤسسة التي بنيتها بدموع عيوني أصبحت الان جسرَ تواصلٍ بين أرجاء البقاعِ كله , فمن محافظةِ بعلبك والهرمل من دير الاحمر الى القاع وصولاً الى البقاع الغربي حتى بعضُ مناطقِ محافظةِ جبلِ لبنان تحديداً صوفر وبحمدون والى زحلِتنا الحبيبة التي نعشق .. هذا هو امتدادُ معهدِ دار الموسيقى فتلاميذنا ينتمون الى اغلبِ بقاعِ لبنان ومن جميع اطيافهِ وفئاتهِ .
ومعهدنُا طبعاً لا يَحمِلُ ايَّ لونٍ او صبغةٍ وقد بنيَّ على الاتكالِ على النفسِ والانتاجِ الذاتي بالتكامل بين ادارة المعهد والاهالي. طموحاتنا كبيرة واحلامنا اكبر, والوقتُ كفيل بتحقيقِ كافة ِالامنيات."
واضاف " لم اكن قبل هذا اليوم الرائع اعلم بانَّ السماءَ عاليةٌ ورائعة ٌهكذا .. ولكن نجاحكم جعلني المِسُ السماء واعيشُ روعتها , مثابرتكم سرُّ نجاحكم , اصراركم سرُّ تفوقكم , وصبرُكم سرُّ تميذكم .انتم مستقبلُ هذا البلدِ واملهُ, وما نقدمه لكم هو حقٌ لكم علينا ,فحققوا امالَ اولياءِ اموركم الذين لم يبخلوا على التعليمِ من اجلكم ,وثقوا بان معلميكم حريصونَ على ما ينفعكم فانظرو لمستقبلكم ,احسنو لانفسكم , فليس هناك طريقٌ للنجاح غيرَ التعليم والثقافة , فاخرو بانفسكم بين زملائكم واسركم ومجتمعكم لتكونوا بعون الله مفخرةً لبلدكم ولانفسكم بعلمكم وثقافتكم فانتم مستقبلنا."
وختم ريا بتوجيه الشكر الى المطران ابراهيم وكل من وقف الى جانب المعهد والى الأهالي والحضور.
كلمة لجنة الأهل في المعهد القتها الدكتورة بيلارد تنوري خوري وتطرق فيها الى التعاون القائم بين الأهل والإدارة بهدف انجاح المعهد والحفاظ على المستوى الراقي الذي وصل اليه.
صاحب الرعاية المطران ابراهيم مخايل ابراهيم استهل كلمته بالدعوة الى الوقوف دقيقة صمت عن ارواح شهداء انفجار مرفأ بيروت, وقال من بعدها :
" اليوم نقف جميعًا في هذا المكان المبارك, ساحة الأساقفة في مطرانية سيدة النجاة بزحلة, لنحتفل بتخريج دفعة جديدة من معهد "دار الموسيقى" بقيادة الأستاذ شادي ريا. إنها لحظة فخر واعتزاز لنا جميعًا, وللطلاب الذين قطعوا رحلة مكللة بالتحديات والنجاحات.
كل واحد منكم, أيها الخريجون الأعزاء, هو سيمفونية لا تنتهي في هذه الحياة. أنتم المقطوعات الموسيقية التي تزين الوجود بألحانكم وأصواتكم وإبداعكم. لقد تعلمتم في دار الموسيقى ليس فقط فنون العزف والغناء, بل تعلمتم أيضًا قوة الانضباط, والتفاني, والعمل الجماعي, والتفوق الشخصي.
كل نغمة تعلمتموها وكل لحن أبدعتموه هو جزء من قصتكم الفريدة. أنتم أمل المستقبل وعازفوه, وملحنو الغد ومنشدوه. ستواصلون عزف سيمفونيتكم في كل مكان تذهبون إليه, تلامسون القلوب, وتلهبون المشاعر, وتنشرون الفرح والسلام."
واضاف" في زمن لبنان الصعب, تأتي الموسيقى كرسالة أمل وسلام. بدل الحروب, نزرع النغمات, وبدل البنادق, نلاعب الأوتار والنوتات. الموسيقى هي اللغة التي تتخطى الحدود وتتجاوز الحواجز, تجمعنا وتوحدنا في لحظات الفرح والألم على حد سواء. إنها القوة التي تمنحنا القدرة على التعبير عن أنفسنا وعلى التواصل مع الآخرين بطرق تتجاوز الكلمات."
وختم سيادته" أود أن أعبر عن شكري العميق للأستاذ شادي ريا ولجميع الأساتذة في دار الموسيقى على جهودهم الجبارة في تعليم وتدريب هؤلاء الشباب الواعدين. أنتم بالفعل صناع النجوم, وتستحقون كل تقدير وإجلال.
أعزائي الخريجين, احملوا ما تعلمتموه هنا, واذكروا دائمًا أن الموسيقى ليست مجرد أصوات, بل هي لغة الروح. استمروا في ملاحقة أحلامكم, ولا تدعوا شيئًا يوقفكم. كونوا الشموع التي تضيء الدروب, والسيمفونيات التي تحرك القلوب.
ألف مبروك لكم ولعائلاتكم, ونتمنى لكم مستقبلاً مشرقًا مليئًا بالإبداع والتألق.بارككم الله وحمتكم سيدة النجاة."
وقدّم المايسترو شادي ريا دروعاً تقديرية الى كل من سيادة المطران ابراهيم, الصحافي صبحي منذر ياغي والفنان اندره عطا, وزع بعدها المطران ابراهيم والمتروبوليت الصوري والأستاذ ريا الشهادات على الخريجين.
وتخلل الإحتفال وقفات غنائية ومقطوعات موسيقية من انشاد وعزف طلاب المعهد, واختتم الإحتفال بكوكتيل اقم بالمناسبة.