بعد زيارة مفاجئة قام بها رئيسا الموساد والشاباك إلى القاهرة, أمس السبت, بشأن صفقة غزة, أكدت القناة 12 الإسرائيلية عودة الوفد المفاوض من العاصمة المصرية بسبب خلاف مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن توترا كبيرا وقع بين نتنياهو وفريقه المفاوض خلال اجتماع عُقد الأربعاء الماضي.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية, أن رئيس الشاباك قال لنتنياهو إنه يشعر بأن هذا الأخير غير معني بالصفقة, وأنه إذا كان هذا صحيحاً فعليه أن يخبرهم بذلك.
فيما اعتبر رئيس الموساد أن "بالإمكان التوصل إلى صفقة, لكن المماطلة قد تفوت الفرصة".
ويقول اللواء محمد إبراهيم الدويري نائب مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية لـ "العربية.نت" و"الحدث.نت" أن نتنياهو يعيد عقارب الساعة إلي الوراء وهناك تصريحات له اليوم في جلسة الحكومة مفاجئة لكل من يتابع هذا الملف شديد التعقيد ودائم التقلبات والعقبات.
وأضاف أن نتنياهو لم يكتف بإعادة التأكيد على جميع مواقفه المتشددة فقط بل حاول أن يرسل رسالة واضحة للداخل والخارج بأنه لن يقدم أي تنازلات في هذه المواقف مهما كانت النتائج.
وتابع الخبير المصري أن تصريحات نتنياهو تقودنا إلي مجموعة من المحددات أو المستخلصات التي ينبغي علينا أن نعيها جيداً وأهمها أن موضوع الهدنة ليس على أجندته تماما بما في ذلك بالطبع عودة الأسرى الموجودين لدى حماس وفصائل المقاومة.
الأمر الثاني كما يقول اللواء الدويري أن أية ضغوط سوف يتعرض لها نتنياهو سواء من جانب الشارع الإسرائيلي أو على المستويين الإقليمي والدولي لن يتجاوب معها وسيظل هذا هو الموقف الذي سيلتزم به مستقبلا وهي رسالة أعتقد أنها موجهة بشكل خاص إلي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.
وأشار اللواء الدويري إلى أن سياسات نتنياهو سوف تتواصل في ممارسة مزيد من الضغط على حماس باعتبار أن ذلك هو أفضل وسيلة لإجبارها على الموافقة على الهدنة بالإضافة إلى أن القضاء على حماس ووقف شريان الحياة عنها يتطلب استمرار احتلال محور صلاح الدين "فيلادلفيا" الواقع على أراضي القطاع وكذا معبر رفح الفلسطيني وأن مسألة الانسحاب منهما غير وارد مطلقاً.
إذن فمن الواضح كما يقول اللواء الدويري فإن الموقف الإسرائيلي يتحرك في اتجاه مزيد من التشدد وإغلاق المجال أمام أية جهود من شأنها أن تؤدي إلى أي انفراجة في أزمة غزة ضاربا عرض الحائط بكافة محاولات تهدئة الوضع في غزة والمنطقة, مؤكدا أنه من غير الواضح أيضاً أن نتنياهو لايعبأ بمسألة توسيع دائرة الصراع في المنطقة من عدمه بل قد يبدو الأمر مع هذه التصريحات التي أدلى بها في جلسة الحكومة أنه يرغب في توسيع الصراع وإدخال إيران في دائرة صراع أشمل تتدخل فيه الولايات المتحدة رغما عنها.
وقال الخبير المصري إذا كانت هذه هي مواقف نتنياهو التي يتحدى بها كلاً من المعارضة الإسرائيلية الداخلية والمجتمع الدولي فإن السؤال الذي يطرح نفسه هنا ما هو الموقف الذى يمكن أن يتخذه العالم في مواجهته؟, مضيفا بالقول وللأسف لايزال المجتمع الدولي يتعامل مع أزمة غزة من موقع المراقب الذي لا يعنيه سوى أن يتابع فقط.
واختتم الخبير المصري قائلا: أزمة غزة شاهدة على عجز العالم عن وقف الكارثة الإنسانية وسياسة المعايير المزدوجة هي جزء لا يتجزأ ليس من سياساته فقط وإنما من عقيدته.