كما جرت العادة في كل عام, وإحياءً لذكرى الرابع من آب, نظّم مستشفى أوتيل ديو دو فرانس وقفة تضامنية أمام قسم الطوارئ, الذي شهد على تلك الليلة الأليمة. وقد حضر الطاقم الطبي والتمريضي وموظفي من المستشفى للوقوف تحيةً لأرواح الضحايا وعائلاتهم والأشخاص الذين عانوا بسبب هذه المأساة.
بدأ اللقاء بالنشيد الوطني, تلاه وقت صلاة وتأمل من تحضير الأب جاد شبلي اليسوعي, مرشد عام الجامعة اليسوعية, تلاها ترنيم وصمت حدادًا.
القى بعدها السيد نسيب نصر, المدير العام لشبكة المستشفيات USJ-HDF, كلمة جاء فيها:" في هذه الذكرى الأليمة, يقف طاقم أوتيل ديو كما في كل سنة أمام قسم الطوارئ تحيةً لأرواح الضحايا والمصابين وعائلاتهم وكل من كان شاهدًا على هذه المأساة في هذا المكان بالتحديد. رغم مرور أربع سنوات, لا تزال الجروح تنزف لأن العدالة لم تتحقق بعد, ولا يمكننا أن ننسى التداعيات العميقة التي خلفتها تلك الليلة, ليلة 4 آب ٢٠٢٠. نقف هذا اليوم أيضًا لنصلي ولنأمل بأن تنال هذه القضية عدالتها لأن لا يمكن للوطن أن يستقيم ولا للدولة اللبنانية أن تنهض. لذلك نطالب بكشف الحقيقة ومحاسبة من كان وراء هذه الجريمة بحق بيروت.
إلى جانب هذه الذكرى, يصادف اليوم أيضًا تطويب البطريرك اسطفان الدويهي, التي تجلت مسيرته بالعلم والقداسة, والتي تجعل اليوم من هذا التطويب مصدراً للأمل والرجاء لكل لبناني ولنطلب شفاعته من أجل لبنان. آملين أن تتحقق العدالة قريبًا وأن يكون لدينا الأمل في غدٍ أفضل."
وختم البروفيسور سليم دكاش اليسوعي, رئيس مجلس إدارة مستشفى أوتيل ديو دو فرانس قائلاً: "إن ذكرى هذا اليوم ليست مجرد يوم حداد, بل هي يوم تأمل وتجديد العهد. عهد على أن نبني لبنانًا جديدًا, لبنانًا يحترم كرامة كل مواطن فيه. في ذلك اليوم المشؤوم, الرابع من آب ٢٠٢٠, قام مستشفانا على يد فرق الأطباء والممرضات والممرضين بتقديم الاسعافات وانقاذ الكثيرين من براثن الموت فنجدد الشكر لكم وندعو في هذه الأيام الصعبة الى مزيد من الاهلة والاستعداد. علينا أن نتعلم من هذه المأساة, وأن نستخلص الدروس والعبر, وأن نعمل جاهدين لبناء مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة. مستقبل يبني على أسس متينة من العدالة والمساواة والشفافية, مستقبل يحترم فيه القانون, ويحمي فيه حقوق الإنسان. لكل منا دور قي بناء هذا المستقبل. علينا أن نكون قدوة لأطفالنا, وأن نغرس فيهم قيم التسامح والمحبة والتعاون. علينا أن نعمل معًا, يدًا بيد, لبناء مجتمع قوي ومتماسك. علينا أن نطالب بحقوقنا, وأن نحاسب المسؤولين عن أي تقصير أو إهمال. نحن نطالب بالحقيقة ولن نقبل بطمسها ومع ذلك نحن دعاة المحبة والوحدة التي هي سلاحنا الأقوى في مواجهة التحديات. علينا أن نتجاوز خلافتنا الطائفية والمذهبية, وأن نلتف حول راية الوطن الواحد. علينا أن نكون صوتًا واحدًا, ونطالب بحقوقنا المشروعة. أدعو الله أن يتغمد أرواح ضحايا الانفجار برحمته الواسعة, وأن يشفي جرحى الوطن, وأن يلهمنا الحكمة والصبر. وأضاف: أقول لكم: لن ننسى, ولن نسامح, وسنستمر في المطالبة بالحق والعدالة. دعونا نعمل معًا, بكل قوة وإيمان, لإصلاح ما فسد ولبناء مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة."
وقد اختُتمت الوقفة أمام قسم الطوارئ بتوزيع ورود بيضاء على كل الحاضرين.