بتاريخ ٢٧ تموز ٢٠٢٤ قامت الجمعيّة اللبّنانيّة لحقوق المكلفّين(ALDIC) بتقديم تقريرها حول الإدارة الماليّة العامة في لبنان, ضمن التمويالت الفرعية لمشروع "بناء ‘BINA" الممولة من الاتحاد الأوروبي والمدارة من قبل سكرتاريا منظمة الشفافية الدولية وجمعية الشفافية الدولية- لبنان, لنواب من تكتل لبنان القوي يضم رئيس لجنة الاقتصاد والصناعة النيابية النائب الدكتور فريد البستاني, و النواب سيزار أبي خليل, وسامر التوم, ونقولا صحناوي, وهاكوب ترزيان, وبحضور ومشاركة وزير الاقتصاد والتجارة السابق منصور بطيش, مستشار النائب جبران باسيل لشؤون مجلس النواب السيد جوزيف الحلو, ومستشار النائب جبران باسيل السيد أنطوان قسطنطين. وقد حضر اللقاء عن الجمعية اللبنانية لحقوق المكلفين أعضاء الهيئة الإدارية المحامي كريم ضاهر والسيد نديم ضاهر, ومنسقة الجمعية لمشروع بناء السيدة رشا سعادة, كما والمدير المؤسس لمنظمة مبادرة سياسات الغد TPI ومعدّ التقرير مع فريق عمله الدكتور سامي عطالله.
خلال الاجتماع, قدّم المحامي كريم ضاهر لمحة عن الجمعية منذ تأسيسها ومشاريعها الرئيسية, مشددًا على جهودها في زيادة الوعي في مجال الضرائب والإدارة المالية العامة ومكافحة الفساد وترشيد الإنفاق. وأبرز ضاهر التعاون مع منظمة TPI وأهميته في تحقيق الأهداف. كما أوضح أهداف جمعية ALDICونشاطاتها, التي تشمل الرقابة والتوعية كمرصد عبر الإعلام حول المخالفات التي يتم تسجيلها بما يختص بالضرائب والفساد في المالية العامة والإدارة, بالإضافة الى بذل الجهود في تطوير الأنظمة المالية والضرائبية في لبنان.
وأشار ضاهر إلى ضرورة معالجة موضوع طغيان الضرائب غير المباشرة التنازلية في النظام الضريبي القائم مثل الضريبة على القيمة المضافة لإنشاء نظام ضريبي عادل وفعال. كما شدد على ضرورة اعتماد التشريعات التنظيمية لقوانين الموازنة (LOLF) لتعزيز مبدأ الشفافية في إعداد وتنفيذ الموازنة وانجاز المساءلة بشكل فعال. في السياق نفسه, أوضح الأولويات الإصلاحية لتحقيق العدالة وتوزيع الأعباء بشكل عادل وتوسيع قاعدة المكلفين, مما يمكن من إرساء عقد اجتماعي جديد يرتكز على التضامن وتنشيط الاستثمار لتحفيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة تتيح للبنان إعادة لعب دوره الإقليمي المحوري. وأكّد على أهمية تحسين أداء الدولة بما يتعلق بتقديم الخدمات العامة وتعزيز مفهوم المواطنة الضريبية, وتنظيم قطاع الشركات المملوكة من الدولة, بالإضافة الى وضع إطار حوكمة رشيدة وشفافة لإدارة الاستثمارات العامة لمكافحة الفساد والهدر.
من ناحيته, قدّم د. سامي عطالله لمحة عن منظمة مبادرة سياسات الغد (TPI) التي تأسست في 2021 كمركز أبحاث مستقل يركز على الشؤون السياسية, والاجتماعية, والاقتصادية التي تهم المواطنين, بهدف توعيتهم حول بدائل أفضل. كما شدد عطالله على تقديم مبادرات اصلاحية لاستعادة الاستقرار المالي, مقترحًا إصلاحات متوازية لمواجهة العجز المالي الناتج عن عدم توازن الإيرادات مع النفقات.
أكّد د. عطالله على الدور الحيوي لإصلاح إدارة المال العام في استعادة الاستقرار المالي, مشيراً إلى أن عدم توازي نسبة الإيرادات مع نسبة النفقات خلق عجزًا. كما شرح قانون البيانات العضوي كأداة ضرورية لفرض الانضباط المالي وضمان المساءلة القوية, وأبرز الأهمية البالغة لقانون الموازنة في تخصيص الموارد بكفاءة وتعزيز الاستقرار الاقتصادي.
هذا, وطرح المحامي ضاهر مجموعة تدابير يقتض الشروع بها وتنفيذها سريعاً لحلّ المشاكل القائمة, منها: تحديد الآلية الواجبة لتنفيذ التدقيق المالي والجنائي بالنسبة للمخالفات والتجاوزات الناتجة عن عمليات قانون الدعم رقم 240/2021, الذي لم يتم تنفيذه رغم مطالبته بتحديد آلية للتدقيق الجنائي, والقانون ٣٠٦/2022 المتعلق بالسرية المصرفية, الذي يتيح لوزارة المالية طلب المعلومات من المصارف بشرط صدور مرسوم يحدد الآلية من قبل مجلس الوزراء, والذي لم يصدر بعد رغم إنقضاء ما يقارب السنتان على صدور القانون. كما ذكر بالقرار رقم ١٧ لمجلس الوزراء تاريخ 12/5/2020 (وزارة الرئيس دياب) الذي حدد التدابير اللآنية والفورية لمكافحة الفساد وإستعادة الأموال المتأتية عنه, ومن ضمن هذه التدابير إجراءات ذات صلة بالشراء العام وبالمقاولين والمناقصين والمتعهدين الذين يلتزمون من الدولة مشاريع أو تعهدات أو أعمال كما والمتعاقدين مع الإدارة , والذي لم يُنفذ, كما والقانون رقم ١٨٩/2020 المتعلق بالتصريح عن الذمة المالية والإثراء غير المشروع, الذي لم يُطبق على أكمل وجه. إضافةً إلى قوانين وتدابير كثيرة أخرى لم يُعمل على تفعيلها ووضعها موضع التنفيذ من قبل المسؤولين لتجنب المساءلة والتفلت من العقاب.
من جهتهم, اقترح نواب تكتل لبنان القوي الحاضرين العديد من الأفكار والمشاكل الحالية كمشكلة اقتراح قوانين ذات طابع مؤقت وقصير المدى, وضرورة إعادة الهيكلة قبل تطبيق الإصلاحات, وضرورة اقتراح موازنة ذات طابع مستدام ورؤية طويلة الأمد, حيث تعالج مشكلة تفكك الدولة, والتهرّب الضريبي على الصعيد الفردي, كما والمشاكل العملية والشوائب التي تعتري العمل المؤسساتي على صعيد الوزارات والإدارات مما يحول دون امكانية التغيير والتحسين بالإضافة الى التحديات الهيكلية التي تعيق ارساء إدارة سليمة, ومكافحة الفساد داخل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية. ولفت النواب أيضًا الى أهمية الإصلاحات السياسية والاقتصادية, بما في ذلك النظامين المصرفي, والضريبي, والإدارة والبنية الماليتين.
وقد هدف اللقاء, الذي يأتي ضمن سلسلة من الاجتماعات السابقة والذي سوف يستتبع بلقاءات متواصلة مع كتل أخرى فاعلة في مجلس النّواب, إلى التّنسيق والتّعاون وخلق تأثير إيجابي بغية تطبيق الإصلاحات وإعادة النّهوض بالاقتصاد الوطني.
انتهى-
نبذة عن الجمعّيّة: تأسّست الجمعية اللبنانية لحقوق المكلفين ALDIC عام 2012, وهي تُعنى بتعزيز المواطنة و ترسيخ الأخلاقيات الضريبية من خلال الامتثال والالتزام ونشر المعرفة و توعية المواطن حول حقوقه وواجباته, بالإضافة الى تسليط الضوء على أهمّيّة النظام الضريبي وأبعاده, إلى جانب تحفيزه على المطالبة بتعزيز الرقابة على الأموال العامّة. وهي تشكّل منذ عقد ونيف مرصدا للتنبيه والحدّ من المخالفات والتجاوزات في قطاعي الضرائب والمالية العامة, بالإضافة الى كونها منصّة فعّالة للتعاون والتحاور وتبادل الآراء وإطلاق المبادرات بهدف تحقيق المنفعة العامة وتعزيز الحوكمة الرشيدة. تشدد الجمعيّة على أنّ الإدارة الفعّالة للأموال العامّة أمر حيوي لقيام الدولة الحديثة, من أجل الوفاء بواجباتها بفعالية في حماية رفاهية المواطنين. وهي تلتزم بالتّوعية حول الدور الأساسي للمجتمع المدني, وبتعزيز المشاركة الفعّالة للمواطنين, التي تشكّل أمرا ضروريا لضمان إدارة سليمة وصحيحة للأموال العامّة. تحرص الجمعية في كل مبادراتها ونشاطاتها بأن تكون كيانا لبنانيا غير سياسي وغير حزبيّ وغير طائفي. وهي تعمل لدعم حقوق جميع المكلفين دون تمييز, وتحتفظ باستقلاليتها الكاملة في كافة جهودها.