وفي السنة السادسة والعشرين بعد المئة لانطلاقة الأمّ الشرقيّة, انبرى الأب الرئيس الدكتور شربل أوبا, والنائب الأسقفيّ الخاصّ للشؤون التربويّة في أبرشيّة زحلة, في حفل تخريج كوكبة جديدة من أبنائه التلامذة, مطلقًا عليها اسم المعلّم نقولا يواكيم, ليعلن أمام الحضور الكريم وعلى رأسهم صاحب الغبطة البطريرك يوسف العبسي الكلّيّ الطوبى عن إنجازات هذا العام الدراسيّ ,وليقول بالفم الملآن: إنّ الكلّيّة الشرقيّة الباسيليّة ولدت لتبقى وتستمرّ في تنشئة الأجيال الصاعدة, وغرس القيم والفضائل في نفوسهم, وتربيتهم جميعًا, دون تفرقة وتمييز تربيةً صالحة, تقوم على جناحي العلم والفضيلة اللذين نُحِتا في صخور زحلة ولبنان والعالم نَحْتًا صافيًا ونقيًّا,لا تشوبه شائبة.
وفي كلمته التي ألقاها في حفل التخرّج توجّه إلى المتخرّجين بأربعة عناوين تختصر مسيرة الأمّ الشرقيّة منذ تأسيسها:
- احلموا أحلامًا كبيرة, ولا تسمحوا لأيّ شيء أو أحد أن يقف عائقًا أمام أحلامكم وطموحاتكم...
- كونوا الرقم الصعب: ففي كلّ عمل تقومون به كونوا الحلقة الأقوى, وفي المقدّمة دائمًا, تشبّهوا بمن سبقوكم, فقد نجحوا في جميع المجالات واخترقوا علم الفضاء لأنّهم عبّوا من معين الشرقيّة...
- كونوا مفخرة لأهاليكم ومعلّميكم: أهلكم ومعلّموكم تعبوا من أجلكم وضحّوا كثيرًا في سبيل تعليمكم وتربيتكم, فقوموا بواجباتكم لتنجحوا مستقبلًا في مسيرتكم الجامعيّة, ومن ثمّ في مسيرتكم العمليّة والاجتماعيّة.
- كونوا أوفياء: فالوفاء, اليوم, أصبح عملة نادرة, فكونوا أوفياء لمدرستكم التي احتضنتكم طوال سنوات دراستكم فيها, فكما الأهل والأساتذة, كذلك المدرسة ضحّت في سبيلكم.
وفي ختام كلمته للمتخرّجين أبدى الأب الرئيس مشاعر الفخر والاعتزاز بهم, ودعاهم إلى الافتخار بانتمائهم إلى الأمّ الشرقيّة.
هذا هو الأب شربل أوبا, إنّه مفخرة أبنائه التلامذة وكلّ من عرفه, لقد أثبت منذ تولّيه زمام الأمور في الكلّيّة الشرقيّة الباسيليّة أنّه الرقم الصعب, وأنّه دائمًا في الطليعة, ثابت راسخ رسوخ الصخور في تربة الوطن, وصامد صمود الأرز في وجه الأعاصير والعواصف… حلم أحلامًا كبيرة فحقّق منها الكثير, وما زال أمامه الكثير ممّا يرغب بتحقيقه, وندعو اللّه أن يسدّد خطاه, يأخذ بيده ويرافقه في كلّ خطوة يخطوها لكي يحقّق كلّ أحلامه, لما فيه خير المدرسة وزحلة, ومصلحة الأجيال الطالعة...
فهنيئًا للأمّ الشرقيّة هكذا رئيس, فإنّه يقرن دائمًا القول بالفعل, وقد أثبت وعلى مدى السنوات الخمس من رئاسته للشرقيّة, أنّه الكاهن المناسب في المكان المناسب.