بينما لا تزال صفقة تبادل الأسرى والهدنة في قطاع غزة المحاصر بين إسرائيل وحركة حماس عالقة, وسط تلميحات بقرب التوصل إليها, يجري رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مفاوضات في الولايات المتحدة من جهة, وتستمر المباحثات بين الوسطاء من جهة أخرى.
إلا أن مصدراً مصرياً رفيع المستوى نفى تماما وجود وفود إسرائيلية أو فلسطينية في بلاده للتباحث حول التهدئة بقطاع غزة.
وأضافت مصادر "العربية" اليوم الأربعاء, أن المصدر نفى كذلك قيام إسرائيل بإبلاغ مصر ردها حول مقترح التهدئة, مشددا على أن ما يتم تداوله ما هو إلا تسريبات إسرائيلية للتغطية على خطاب نتنياهو بالكونغرس.
ورأى المصدر أيضاً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو يسعى لاستباق كلمته بالكونغرس الأميركي بإدعاءات غير صحيحة حول السماح بخروج المصابين الفلسطينيين وتكثيف عمليات الإغاثة الانسانية بالقطاع وتحقيق تقدم باتفاق التهدئة.
جاء هذا بعدما أفادت مصادر مطلعة على المفاوضات بأن كافة تفاصيل الصفقة بين إسرائيل والوسطاء وحماس قد تم التوصل إليها بالفعل.
وأضافت اليوم الأربعاء, نقلا عن مسؤولين مطلعين, بأن المباحثات شملت حتى الصعوبات الأمنية.
وتابعت أنه تم مناقشة تداعيات الانسحاب الإسرائيلي من محور فيلادلفيا وعودة سكان شمال قطاع غزة.
كذلك بحثت عواقب إعلان رئيس الوزراء أن تنفيذ الصفقة يعتمد فقط على التوقيت السياسي المناسب له, وفقا لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
أتى هذا وسط ضغوط على نتنياهو للموافقة على اتفاق تبادل في أقرب وقت ممكن, رعم تعنّت الأخير.
وكانت مصادر مطلعة على المباحثات, كشفت أن المفاوضات بين الطرفين تواجه 4 عقبات رئيسية تحول من دون التوصل إلى اتفاق هدنة حتى الآن, مشيرة إلى أن أولى النقاط الشائكة تتمثل في ملف الأسرى المختطفين, الذين تطالب إسرائيل بإطلاق سراحهم, وفق ما نقلته وكالة "بلومبيرغ" الأميركية.
وتشمل النقطة الثانية مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي, بنيامين نتنياهو, بعدم عودة المسلحين إلى شمال قطاع غزة, أما النقطة الثالثة فهي رغبته ببقاء القوات الإسرائيلية عند معبر رفح جنوب القطاع.
في حين أن النقطة الرابعة المثيرة للخلاف, فهي رغبة نتنياهو "بألا يكون وقف إطلاق النار إلى أجل غير مسمى أمرا ملزما لإسرائيل".
وهناك نقطة خلاف محتملة أخرى, هي البند الذي يلزم إسرائيل بسحب قواتها من المناطق المأهولة بالسكان في غزة.
أما رئيس الحكومة الإسرائيلية فيتعرض لضغط لا يوصف من عائلات الأسرى لعقد صفقة تبادل مع حركة حماس تعيد ذوويهم, خصوصا في اجتماعه الأخير معهم أمس في واشنطن.
ومن المقرر أن يُلقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأربعاء خطابا أمام الكونغرس الأميركي سيحاول خلاله الضغط على الولايات المتحدة, في سياق متوتر بين الحليفين بعد أزيد من 9 أشهر من الحرب على قطاع غزة.