قبيل اقلاع طائرته الى واشنطن امس, أكد رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان زيارته ستكون فرصة لشكر الرئيس الاميركي جو بايدن ومناقشة معه "كيف يمكن تحقيق تقدم في الأشهر الدقيقة القادمة على صعيد الأهداف المهمة والتوصل للإفراج عن كل الرهائن وهزيمة حماس ومواجهة الأعمال الإرهابية لإيران ووكلائها وضمان عودة كل مواطني إسرائيل إلى منازلهم في الشمال وفي الجنوب..."
كلام نتنياهو جاء كرسالة لخصومه الداخليين من جهة وتطمين عائلات الاسرى من جهة اخرى, في ظل المنافسة الشديدة والصراع داخل كابينت الحرب الاسرائيلي, إلا ان السؤال الاهم هو ما الذي سيحققه نتنياهو خلال زيارته هذه, وكيف سيكون اليوم التالي لها؟
تُجمع التقارير ان نتنياهو امامه فرصة ذهبية مع انسحاب بايدن وهو سيقنع في خطابه الموجّه الى الكونغرس هذا الاسبوع الابقاء على حصار الجيش الاسرائيلي لغزة ما لم تنهِ حماس سلطتها على القطاع في اليوم التالي لوقف الحرب, وبمعنى اخر ان الحرب ستستمر مع الحصار, ولا انسحاب من فيلادلفيا ولا من مواقع الانطلاق العسكرية التي تؤمن لها المناورة البرية.
المطلب الثاني والاهم هو السلاح, يريد نتنياهو اقناع الكونغرس ان السلاح بكل انواعه وبخاصة النوعي لرد مسيّرات حزب الله وصواريخ الحوثييين بعيدة المدى والمواجهة بسلاح فتاك, للحفاظ على هيبة اسرائيل العسكرية في المنطقة والاقليم.
نتنياهو بلا شك يصل الى واشنطن في توقيت مناسب له فخصمه بايدن في اضعف لحظة سياسية له, اضافة الى ان خصمَيه داخل ائتلافه الحكومي وبالاخص غالانت وغانتس ضعفا مع تضاؤل قوة حليفهما بايدن, ولا شك ايضا ان نتنياهو من المراهنين على عودة الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب الى البيت الابيض, وهو سيقود الى حينه صراع البقاء داخل المشهد السياسي كما الصمود من خلال تحقيق اهدافه.