توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو, امس, بزيادة الضغط العسكري على حركة حماس. وفي خطاب أمام الكنيست, اعتبر نتنياهو أن مواصلة الضغط العسكري هو الوسيلة الوحيدة لتحرير الرهائن. وقال "حماس تبدي المزيد من المرونة كلما استمررنا بالضغط العسكري, وهذه هي الوسيلة الوحيدة لتحرير الرهائن". وأضاف نتنياهو "قالوا لي إن حماس ستطيل المفاوضات إلى الأبد, لكنها تبدي مرونة بسبب الضغط العسكري". وأوضح أن "حركة حماس تشعر بالضغط لأننا نصفي قادتها ومقاتليها. نحن نمسك بخناق حركة حماس", التي يعتقد أنها لا تزال تحتجز عشرات الرهائن, بين أحياء وجثث. واشار نتنياهو الى أنه "في الشرق الأوسط, يتم تقدير الأقوياء وليس الضعفاء, وكلما واصلنا ممارسة الضغط, كلما تنازلت "حماس" أكثر فأكثر". وتابع: هذه هي الطريقة الوحيدة لتحرير المختطفين, لو كان الأمر بيد المعارضة لاستسلمت منذ زمن طويل ولخرج محمد الضيف منتصراً.
الرد على نتنياهو لم يتأخر. فقد شن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد, من الكنيست ايضا, هجوماً حاداً على رئيس الحكومة, واعتبر أن "الغالبية المطلقة من الإسرائيليين ستكون سعيدة" في حال استقالته. اضاف : لقد قلت: في الشرق الأوسط, الأقوياء فقط هم الذين يتم تقديرهم. إذا كان هذا صحيحاً, فلماذا قامت حماس في عهدك بغزو أراضي إسرائيل؟! وتابع منتقداً نتنياهو: أنت لست ضحية. أنت تعيش في فيلّتين على نفقة الدولة, مع قافلة من سيارات أودي 8 السوداء المدرعة". اضاف "إذا كان الأمر صعباً عليك, مرحبا بكم في الاستقالة. وستكون الأغلبية المطلقة من الإسرائيليين سعيدة للغاية". وتوجه إلى نتنياهو "السيد رئيس الوزراء, هل ستعلن الأسبوع المقبل أنك ستقبل صفقة الرهائن؟, إذا كان هذا ما ستقوله, فاذهب بسلام, هذا هو الشيء الصحيح والأخلاقي الذي يجب القيام به, وإذا لم تكن هذه خطتك, فلا تذهب إلى واشنطن", (حيث يلقي نتيناهو خطابا في 24 تموز الجاري).
الهجوم هذا شهدته جلسة للكنيست انعقدت بعد توقيع 40 نائباً (من أصل 120) على استدعاء نتنياهو في جلسة لمناقشة مجمل الأوضاع في إسرائيل. وانتهت بموافقة 56 نائباً على كلمة نتنياهو, و51 نائباً على كلمة المعارضة, وفق القناة "13" العبرية.
الشرخ اذا في تل ابيب يكبر, بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية", والإجماعُ الذي حصل غداة عملية طوفان الاقصى في الكيان العبري, بدأ يتهاوى في الاسابيع لا بل الاشهر الماضية, بسبب اداء نتنياهو المتهوّر والمُصرّ على المضي قدما في خيار "الحرب", رغم الضغوطات الدولية والداخلية, الشعبية والسياسية, المطالِبة بإبرام تسوية من اجل استعادة الرهائن من حماس, ورغم ايضا استعجالِ القيادة العسكرية الاسرائيلية هذه الصفقة. واذ تشير الى ان هذا الانقسام يضعف موقف اسرائيل التفاوضي والعسكري, فإن المصادر تعتبر ان اللافت في ما قاله لابيد هو دعوته نتنياهو الى عدم زيارة واشنطن اذا لم يكن سهّل الصفقة التي يعمل عليها اليوم الوسطاء الاميركيون والقطريون والمصريون. والجدير ذكره هنا هو ان لابيد زار الولايات المتحدة في نيسان الماضي اي انه محطّ ترحيب في واشنطن وانه على تواصل, رغم موقعه المُعارض, مع الاميركيين وله قنوات تربطه بهم. عليه, هل تكون دعوته هذه الموجهة الى نتنياهو, رسالة اميركية للاخير عبر لابيد, ام هل هي نتاج معطيات حصل عليها زعيم المعارضة, بأن زيارة نتنياهو الى الولايات المتحدة ستكون "فاشلة" اذا لم يكن قد سبقها تجاوبٌ مِن قبله مع مساعي ابرام التسوية؟!
لورا يمين- المركزية