المشهدُ على شاطئ صور لا يوحي بأنّ المنطقة تعيشُ حرباً حقيقيّة, فرمالُ الجنوب الذهبيّة تعجّ بالروّاد من مُختلف الأعمار الذين لا يكترثون لأصوات القصف والطيران الحربيّ ولا يأبهون للأخطار المُحدقة بهم ولاحتمال قصف المدنيّين ولو "بالغلط".
الحركةُ أكثر من طبيعيّة في صور, عائلاتٌ وأطفالٌ يتجوّلون في كل مكان, والكورنيش البحري "ملجأ" صيفي لأهالي قرى وبلدات قضاء صور والجوار, واللافت هو ارتياد مواطنين من بيروت ومناطق أخرى الشاطئ, بالإضافة الى زيارة المطاعم في المدينة نهاراً وليلاً, هذا فضلاً عن أنّ الخيم على الشاطئ قد خضعت للصيانة وهي مُجهّزة بالكامل لاستقبال الزوّار.
مشهدٌ غريبٌ بالفعل في وقتٍ أنّ الشمال الإسرائيلي الذي يُعتبر بقعة سياحيّة بامتياز تحصد منها إسرائيل مليارات كثيرة بات منطقة مهجورة بالكامل ويعيش الإسرائيليّون فيها في رُعب كبيرٍ من أيّ خطر قادم من لبنان, ولكنّ المشهد في صور يعكسُ مقاومة اللبنانيّين الحقيقيّة من قلب أرض المعركة.
هي ليست مقاومة بالسّلاح وإنّما بالحياة والفرح وبمُعادلة "صفر خوف". إنّها مقاومة مع "برونزاج", شاء من شاء وأبى من أبى…