لا يمكن أن يمر فصل الصيف من دون القيام بالكثير من النشاطات المائية, خاصة ممارسة رياضة التجديف أو "الرافتينغ" في الأنهار, التي توصف بأنها رياضة المهارات الخمس.
وصل التجديف المائي إلى نهر العاصي في أواخر القرن الماضي ثم تحول في السنوات الأخيرة إلى أهم مورد اقتصادي وسياحي لسكان المنطقة بعد أن استطاعت هذه الرياضة استقطاب عدد كبير من اللبنانيين وحتى من السياح الأجانب, ممن يبحثون عن المغامرات الاستثنائية.
فهناك ستعيش مغامرة حقيقية أوجدتها الطبيعة الأم بين الجبال والأشجار والشلالات والطيور لتجد رحلة ممتعة أشبه بالخيال تمتد على مسافة 8 كلم, مستسلماً نحو ثلاث ساعات من الزمن للتيار المائي الذي تصنعه الشلالات الخمسة على ارتفاع يصل إلى 7 أمتار.
رحلة شيّقة
صاحب أحد أندية "الرافتينغ" المنتشرة بالعشرات على طول ضفاف النهر, يقول إن "هذه الرياضة بدأت في العاصي منذ 1993, غير أن انتشارها كان محدودا للغاية".
وأضاف في حديث صحفي, أن "الرافتينغ شهدت مع الوقت تطورا ملحوظا, خصوصا في العقد الأخير, حيث بات النهر وجهة للسياح العرب والأجانب, فضلا عن أبناء لبنان, لممارسة سباق التجديف المائي".
ويتسع المركب لما بين 8 إلى 9 أشخاص, وأكثر ما يميز هذه الرحلة "الشيقة", هو ما يتخللها من أجواء حماسية نابعة من حس المغامرة المخيم عليها, علاوة على اللعب والتراشق بالمياه عند التقاطع مع مراكب أخرى.
بعض النشطاء اللبنانيين حوّلوا هذه الأنشطة من الهواية إلى الاحتراف, ومن العمل الفردي إلى المؤسساتي المبرمج, فتحولت الصيغة الرياضية للأنشطة إلى أنشطة تشمل قطاعات أوسع في السياحة والبيئة والتراث, ملامسة الاقتصاد باستثمارها المباشر, أو غير المباشر بما تقتضيه من حاجات.
وأبرز من أسس هذه الأنشطة النهرية المائية بنوع خاص هو نور الدين المقهور الذي أسس نادي "رافتنغ سكواد كلوب" ( Rafting Squad Club), عام 2006.
وسنوياً, بحسب بيانات صادرة عن "المنظمة العالمية للتجديف", يقوم ما لا يقل عن 3.5 ملايين أميركي بهذه الرياضة, فيما يصل عدد المسجلين فيها والذين يمارسونها بطريقة محترفة, إلى أكثر من 50 مليون متسابق حول العالم. ولذا إن كنتم تبحثون عن نشاطات جديدة لهذا الصيف, فإن سياحة الأنهار تساعدكم في ذلك.
نهر العاصي شريان الهرمل
ان قضاء ليلة كاملة على ضفاف نهر العاصي متعةٌ لا تضاهيها متعة في أيّ مكان سياحيّ آخر, حيث تتوافر شاليهات جاهزة للأفراد والعائلات مع ساحات أعدّت لسهرات النّار والترويقة البلديّة الريفيّة, التي تحفل بأشهى أنواع الأجبان والألبان والحليب الطازج وخبز الصّاج.
تبعد مدينة الهرمل عن بيروت 154 كيلومتراً. يصل الزائر إلى العاصي قبل وصوله إلى مدينة الهرمل, فيدلّه عليه "قاموع الهرمل", الذي يُشكّل واحداً من أروع المعالم الأثرية في البقاع, ويُعدّ من الكنوز الأثريّة القديمة الفريدة بتصاميمها وشكلها وفكرتها, فهو عبارة عن برج مخروطيّ هرميّ مشيّد على قمّة هضبة تطلّ على بلدة الهرمل في محافظة البقاع .
تعدّدت الروايات والأساطير حول بناء هرم الهرمل, إلا أنّ أكثرها شيوعاً هي أنه بُني من قبل إمبراطور رومانيّ, والثانية هي أنّ أحد الملوك الذين حكموا المنطقة كان له ولد وحيد لقي حتفه بعد هجوم خنزير بريّ عليه, فأمر ببناء هذا البرج في نفس المكان الذي قتل فيه ولده تكريماً له, وتخليداً لذكراه. يبلغ طول "القاموع" 26 متراً. وعند اقترابك منه, ستراه مكوّناً من ثلاث طبقات, يعلوها هرم, في قاعدته لوحة منحوته لخنزير بريّ مصاب بثلاثة رماح, وتهاجمه ثلاثة كلاب مفترسة.