تجزم مصادر دبلوماسية غربية بأن تل أبيب ليست في وارد الموافقة على وقف إطلاق النار في جنوب لبنان والامتناع عن تبادل القصف الصاروخي على جانبي الحدود من دون التوصل إلى تسوية تعيد الهدوء إلى الجنوب والمستوطنات الإسرائيلية, وتضمن عودة المستوطنين إلى أماكن إقامتهم. وتؤكد هذه المصادر لـ"الشرق الأوسط" أن هناك ضرورة لخفض منسوب التصعيد العسكري بين الطرفين تمهيداً للبحث عن التسوية التي يتحرك الوسيط الأميركي آموس هوكستين لتسويقها في لقاءاته المتنقلة بين تل أبيب وبيروت, وتواصله من حين لآخر مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يتولى التفاوض بتفويضٍ من الحزب وبتسليم من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
وتلفت المصادر الدبلوماسية إلى أنه لا يمكن التكهن منذ الآن بالمسار العام, الذي يتوقف على الجهود الدولية الرامية لترجيح الحل الدبلوماسي لإعادة الهدوء على امتداد الجبهة بين لبنان وإسرائيل على الخيار العسكري, ما لم يتم التأكد من النتائج المترتبة على زيارة نتنياهو لواشنطن, ليكون في وسع الجهة اللبنانية المعنية بالتفاوض, في إشارة إلى الرئيس بري, أن تبني على الشيء مقتضاه.
وتنظر المصادر نفسها إلى اللقاءات التي يعقدها الوسيط الأميركي آموس هوكستين, في باريس, وتحديداً مع الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان, على أنها تصب في خانة التحرك الفرنسي لدى إيران و"حزب الله" لإشراكهما في المساعي الناشطة لتهدئة الوضع في غزة, وامتداداً إلى جنوب لبنان, وتتعاطى مع التصعيد الإيراني في تحذيره تل أبيب من أنها ستواجه الجحيم في حال أقدمت على شن حرب واسعة على الحزب, من زاوية إصرار القيادة الإيرانية على رفع السقوف لتحسين شروط حلفائها في التفاوض, مستبعدةً انخراطها في الحرب واعتمادها على أذرعها في المنطقة, وهذا ما يحصل منذ أن دخل الحزب في مساندته لـ"حماس".
ورأت المصادر نفسها أن الفرصة ما زالت قائمة لتغليب الحل الدبلوماسي على توسعة الحرب, وقالت إنها متوافرة على امتداد الشهر الحالي, ويمكن ألّا تتأمّن لاحقاً, لانشغال القوى الدولية المعنية باستقرار لبنان بهمومها الانتخابية, وسألت عن مدى استعداد إسرائيل والحزب للانخراط في تسوية تؤدي إلى ترسيم الحدود الدولية بين لبنان وإسرائيل, بإزالة الخروق الإسرائيلية لعدد من النقاط الخاضعة للسيادة اللبنانية, وهذا ما يعمل عليه هوكستين.