تتجه الأنظار إلى فرنسا غداً مع زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى باريس لعرض نتائج جولتنا بين لبنان وإسرائيل في شأن منع توسيع الحرب إلى لبنان.
ويرجح المراقبون ان اسرائيل لن تشن حرباً واسعة على لبنان , على الاقل ليس قبل زيارة نتنياهو لواشنطن , اذ لا يُعقل ان يفتح حربا ثانية ويزور الولايات المتحدة لالقاء كلمة في الكونغرس وهي تحذر وترفض فتح حرب مع لبنان وتحرّك موفديها في اتجاه الدول لمنعها.
كما يعتقد ان زيارة نتنياهو هذه ستؤسس لانفراجات تتصل بالوضع في غزة انطلاقا من تمسك بايدن بمقترحه لوقف اطلاق النار في القطاع لتوظيفه في الانتخابات الرئاسية, وعدم جواز استمرار نتنياهو متمسكا بشروطه للقبول به, والا لما زار واشنطن.
ومن هنا لا حرب وشيكة, فايران تضغط على اسرائيل من بوابة جنوب لبنان عبر حزب الله, فيما تعمل واشنطن لوقف اطلاق النار في غزة من خلال "تهديد" امين عام الحزب حسن نصرالله الذي يرد بالتصعيد , خصوصاً وانه بات يملك سلاحاً نوعياً ودقيقاً يمكنه بواسطته استهداف العمق الاسرائيلي وتدميره.
أما داخلياً, تسعى المعارضة جاهدة لمنع توسع الحرب في لبنات, حيث رفعت الصوت وقد نوابها ناقوس الخطر "بعقلانية ومسؤولية وطنية", طارحين رؤيتهم عبر خريطة طريق من اربع نقاط تسحب فتيل التصعيد وتجنب لبنان حرباً مدمرة عبر عدم ربط المسارين اللبناني والفلسطيني لجهة ما يحصل في غزة وضرورة الفصل بينهما, والتأكيد على أهمية وضرورة تطبيق القرار 1701 بكافة مندرجاته, وتطبيق قرارات الشرعية الدولية 1559, و1680, كما دعت المعارضة حكومة تصريف الأعمال على تحمل مسؤولياتها عبر المبادرة فوراً إلى وضع حد لكل الأعمال العسكرية خارج إطار الدولة اللبنانية وأجهزتها والتي تنطلق من الأراضي اللبنانية ومن أي جهة كانت وإعلان حالة الطوارئ في الجنوب وتسليم الجيش اللبناني زمام الأمور, ودعت لعقد جلسة مناقشة نيابية لموضوع الحرب الدائرة في الجنوب ومخاطر توسعها, وتبني نواب الأمة النقاط الأربع, كخارطة طريق لنزع فتيل التصعيد وتجنيب لبنان حرباً, لا يريدها اللبنانيون, ولم تتخذ المؤسسات الشرعية الرسمية اللبنانية قراراً بخوضها.
فبعد ان رفع رئيس تيار الوطني الحر جبران باسيل السقف منذ أشهر ضد حزب الله من بوابة رفض منطق وحدة الساحات, عاد ليخفّض هذا السقف في الايام الماضية, وعاد الى سياسة مسايرة الحزب, متوقفاً عند نقاط التلاقي معه ومتحدثا باللغة التي تقرّبه من الضاحية.
فباسيل يشعر ان لا بد له, من اجل انجاح مخططه الرئاسي الذي بدأه منذ اسابيع, وهدفُه غير المعلن, قطع الطريق على كل من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزيف عون, وذلك من خلال التقرب من رئيس مجلس النواب نبيه بري, وهنا لا بد له من اصلاح العلاقة بينه وحزب الله ايضاً.