يحاول "الجيش" الاسرائيلي التعتيم على حجم الدمار الهائل الذي خلفه القصف الإسرائيلي في قطاع غزّة, على الرغم من أن تقديرات الأمم المتحدة تؤكّد أنّ أكثر من نصف المباني قد دمرت, فيما تكشف الصحافة الأجنبية أنّ الأرقام أعلى من ذلك بكثير, مما يجعل من المستحيل استخدام تلك المباني مرة أخرى.
وذكر موقع "واي نت" الإسرائيلي أنّ المعطيات الرسمية لـ "الجيش", التي يزعم أنها تعتمد على جمع مرئي شبه يومي, تقدّر أنّ 16% فقط من المباني الدائمة في قطاع غزّة قد دُمرت منذ بداية الحرب في 7 تشرين الاول 2023, حتى الشهر الماضي, بالإضافة إلى ذلك, ووفقاً لهذه الأرقام, دمّر "الجيش" 36% من المباني المؤقتة في القطاع, مثل حظائر ومزارع وخيام ومواقع زراعية.
وفي هذا السياق, قال الموقع إنّ "إسرائيل" مقتنعة بأنّ بيانات "الجيش" الإسرائيلي هي "الأكثر دقة", على الرغم من أنها أقل بكثير من أرقام الهيئات المختلفة, بما فيها الأمم المتحدة التي نشرت تقريراً مفصلاً يستند إلى تحليل الأقمار الصناعية والتحقيقات الصحفية الأجنبية, التي تظهر أرقاماً أعلى بعشرات المرات.
وأشار مراسل الشؤون العسكرية للموقع, يوآف زيتون, إلى وجود فجوات كبيرة – تصل أحياناً إلى 70% – بين ادعاءات "إسرائيل" والهيئات الدولية الأخرى فيما يتعلق بالمدى الحقيقي للأضرار في قطاع غزة منذ 7 تشرين الاول.
وبيّن المراسل أنّه "من غير المعقول" افتراض أن معطيات "الجيش" الإسرائيلي أقرب إلى الواقع, وأنه يمكن تقديمها أيضاً إلى المحاكم الدولية ولجان التحقيق الأجنبية التي ستحقق مع "الجيش" الإسرائيلي و"إسرائيل" في نهاية القتال, لافتاً إلى أنّه عند هذه النقطة سيسمح أيضاً لهيئات التحقيق الأجنبية من المنظمات الدولية بدخول قطاع غزة.
في غضون ذلك, أشار الموقع إلى أنّ الآلاف من المباني التي هدمها "الجيش" ليست بالضرورة تابعة لحماس, لكنها "تقع بالقرب من سياج الحدودي", ويبرر "الجيش" تدميرها بإنشاء منطقة عازلة بين النقب الغربي ومدن وقرى قطاع غزة.
وأوضح أنّ "الجيش" أنشأ حزام من الأرض يبلغ عرضه حوالي كيلومتر واحد في المتوسط, في أراضي غزة, بالقرب من السياج الحدودي الحالي, لافتاً إلى أنّ مئات المباني سُويت بالأرض في حيي الشجاعية ودرج التفاح بالقرب من "ناحال عوز", وقُصفت أبراج من حي الضباط في بيت حانون.