كشف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج, موسى أبو مرزوق, أنّ الجيش الإسرائيلي "رفض التعديلات التي قدمتها الحركة على المقترحات المقدمة من الوسطاء".
وقال أبو مرزوق, في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية, إنّ حماس قدّمت "ورقة متكاملة بشأن موضوع إبرام صفقة تبادل أسرى, بعدما قامت ببعض التعديلات عليها, لتتوافق مع قرار مجلس الأمن وقرارات محكمة العدل الدولية, ولكن إسرائيل لم توافق عليها".
اعلان
وأضاف أنّ الحركة "وافقت على قرار مجلس الأمن, وكذلك على مقترحات الرئيس الأميركي جو بايدن التي عرضها, وصاغت الرد ضمن تلك القرارات", لكنّ المقترح الأميركي "لم يكن يعبّر بشكل حقيقي عن موقف إسرائيل".
وأوضح أبو مرزوق أنّ "إسرائيل لم توافق حتى اللحظة على ما جاء في قرار مجلس الأمن, أو ما ذكره الرئيس بايدن, وتصرّ على أن تكون الحرب مفتوحة", مشيراً إلى أنّ "الجهود القطرية التي تقود عملية الوساطة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لا زالت تُبذل من أجل جسر الهوة بين الطرفين".
كما بيّن أنّ حركة حماس "ليس لديها أي شروط للتوصل لوقف إطلاق النار", مضيفاً أنّها "تريد وقف العدوان وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة بالكامل".
وتابع أبو مرزوق أنّ الحركة تطالب أيضاً "ببدء عجلة الإعمار في قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية التي أقرتها كل قرارات الأمم المتحدة, بالإضافة إلى كسر الحصار على قطاع غزة وعقد صفقة تبادل الأسرى".
وشدّد, في الإطار, على أنّ حماس "منفتحة على كل هذه الأمور", وأنّ "هذه المطالب ممكنة في حال تخلت إسرائيل عن رغبتها في استمرار الحرب".
وفي السياق, أكّد أبو مرزوق لـ"سبوتنيك" أنّ "الحركة لا زالت مصرة على وجود روسيا كإحدى الدول الراعية أو الضامنة لأي اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل".
وقال إنّ حركة حماس "تريد أن تكون روسيا ضامنة لوقف إطلاق النار وإنهاء التفرد الأميركي في الصراع في منطقة الشرق الأوسط, لأنّ أميركا تنحاز كلياً لجانب إسرائيل".
وأشار إلى أنّ حماس "تريد دولاً منصفة وعادلة, لتكون ضامنة لاتفاقيات وقف إطلاق النار", مؤكداً أنّه "ليس هناك خيارات أخرى غير مقاومة الجيش الاسرائيلي والتصدي للعدوان".
كما أكّد أبو مرزوق أنّ "الحركة لم تطلب أي مساعدات عسكرية من روسيا في ظل الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة", موضحاً أنّ "قطاع غزة, هو الذي يصنع سلاحه", مضيفاً أنّ "المعركة لا تحتاج طلب دعم".
وفيما يتعلق بملف الوحدة الوطنية الفلسطينية, صرح عضو المكتب السياسي لحركة حماس, بأنّ الرئيس الفلسطيني, محمود عباس, "سوف يزور موسكو قريباً, وسيبحث هناك بهذا الملف".
وقال أبو مرزوق إنّه "سيكون هناك نقاش بشأن مسألة الوحدة الوطنية الفلسطينية, خلال زيارة عباس, لأنّها شرط أساسي من أجل تحقيق مصالح الشعب الفلسطيني والانتصار في المعركة الحالية".
وأضاف أنّ "دعوة روسيا الفصائل الفلسطينية بعد عدة شهور من الحرب في غزة, كانت خطوة جيدة", حيث جرى "التوافق وإصدار بيان لهذه الفصائل بأن يكون الاجتماع القادم من أجل استكمال الوحدة الوطنية الفلسطينية, على مستوى الحكومة الفلسطينية, ومستوى منظمة التحرير الفلسطينية".
وتابع, "لكن للأسف الشديد كان هناك تفرد في القرار مباشرة بعد اجتماع موسكو لمحمود عباس, حيث شكل حكومة محمد مصطفى, والتي رُفضت من الجميع".
أمّا بشأن ما يحدث على الجبهة اللبنانية, فأكّد أبو مرزوق أنّه إذا أقدم "الجيش الاسرائيلي على هجوم واسع على لبنان, فإنّ ذلك "يُنذر ببدء حرب إقليمية بمشاركة القوات الأميركية".
وأضاف أنّ "ذلك الأمر سيؤدي في النهاية إلى هزيمة إسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة بكل تأكيد".
وبيّن أبو مرزوق أنّ "حماس وحزب الله يواجهان نفس العدو", قائلاً: "نحن أمام عدو واحد, وإذا حدثت حرب مع لبنان فإنّ هذا الصراع سيتسع".
والتقى أبو مرزوق, الذي يقوم بزيارة للعاصمة الروسية موسكو, مساء امس الإثنين, مع الممثل الخاص لرئيس الاتحاد الروسي للشرق الأوسط وبلدان أفريقيا, نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف, في مقر وزارة الخارجية الروسية في موسكو.
وتبذل القاهرة والدوحة وواشنطن جهود وساطة بين حركة "حماس" والجيش الإسرائيلي, منذ بدء الحرب في تشرين الأول الماضي, من أجل الاتفاق على إعادة الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وتكثفت هذه الجهود في الآونة الأخيرة, خاصةً بعد إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن, في آخر أيار الماضي, عن خطة جديدة اقترحتها حكومة الجيش الاسرائيلي لوقف الحرب في قطاع غزة, وهي تتكون من 3 مراحل, لكن هذه الخطوة تواجه تعنّتاً إسرائيلياً, إذ يرفض نتنياهو القبول بوقف كامل لإطلاق النار.