اعتبر النائب أديب عبد المسيح أننا بحالة حرب ضد كيان الدولة لتدميرها, هي حرب لسلب ودائع الشعب, وتجويعه, وافقاره وإبطاله عن العمل, هي حرب ضد وجودنا وديموغرافيتنا وهويتنا.
أقامت اللجنة التربوية في الكورة وجمعية "كلنا أهل", بمبادرة من رئيسها النائب عبد المسيح وبرعاية وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي احتفالا تكريميا للمربيات والمربين المتقاعدين للعام 2024 في كفرحزير الكورة.
وألقى عبد المسيح كلمة قال فيها: "سألت انديرا غاندي والدها الزعيم جواهر لآل نهرو ماذا يحدث في الحرب؟ فرد والدها عليها ينهار التعليم والاقتصاد, فقالت ماذا يحدث في حال انهار التعليم والاقتصاد؟ أجابها تنهار الأخلاق, قالت ماذا يحدث اذا انهارت الاخلاق ؟ أجابها بمنتهى الحكمة والذكاء وما الذي يبقيقي في بلد انهارت أخلاقه".
واردف: "يستطيع الإنسان أن يتعايش في أي مجتمع فيه بعض النقص الغذائي والإقتصادي والترفيهي إلا أن انعدام الاخلاق ينتج السفلة وتهدر الاعراف والقوانين والخير ويتحول كل شيء إلى نهاية , بهذا تصبح الحياة الكريمة شبه مستحيلة وهذا من مذكرات انديرا غاندي , لقد أحببت أن أضيء على هذا المثل لأننا بحالة حرب , ليس فقط حربا عسكرية ولكن هي حرب بدأت وما زالت ضد كيان الدولة لتدميرها, هي حرب شعبه , لسلب ودائعه , وتجويعه , وافقاره وإبطاله عن العمل , هي حرب ضد القيم الاجتماعية التي تربينا عليها في منازلنا وكنائسنا وجوامعنا, هي حرب ضد وجودنا وديمغرافيتنا وهويتنا , هي حرب ضد مواردنا وكفأتنا ومستقبلنا ".
وتابع : "سألني أحد الأشخاص اليوم لماذا تكرم المعلمين فهل بهذا التكريم تعود حقوقهم ؟ الجواب كان كلا ولكننا ندافع عن حقوق المكرمين ولكن الجواب أبسط من هذا وموجها إلى كل الذي يفكر بعدم إعادة حقوقهم يجب أن يسمع ويرى أنه في نصف الكورة أنا معكم ضده, وقال: لماذا نكرم اليوم المعلم ؟ لانه بتكريمه نكرم باقي المجتمع فهو المبتدأ والخبر للمهندس والطبيب والباحث والطيار معلم, وللحرفي والرسام والمحلات والتقني أستاذ كل هذا ونحن مدينين جدا للمعلم".
وأردف: "لم نصل اليوم إلى هذا الفشل الاقتصادي والاجتماعي وأحيانا المجتمعي, إلا بسبب تهميشكم, والأوطان تقوم على كاهل ثلاثة الفلاح الذي يغذيه, والجندي الذي يحميه, ومعلم يربيه, واليوم حدث ولا حرج عن الأوضاع التي وصل لها الفلاح والجندي والمعلم, وقال: أنتم الذين دخلتم اليوم إلى نادي المتقاعدين وانتم الشريحة الأكبر المهمشة في هذا الوطن فمعركتنا لاسترجاع حقوقكم المسلوبة متواصلة وقد شهدتم على اخر معركة لصالح أساتذة التعليم الخاص خصوصا المتقاعدين منهم الذين لا تزال معاشاتهم مليون ومئتي ألف ليرة في الشهر, ووصلنا إلى حد أننا لا نستطيع أن ننشر مرسوم صادر عن مجلس النواب الا بالمجلس الدستوري ومجلس الشورى هكذا أصبح البلد, وقد اصبحنا في بلد نحتاج فيه إلى وساطات ونمضي بروتوكول حتى للحقوق المعيشية الأمر الذي حدث مع أساتذة القطاع الخاص, اسمحوا لنا لأننا سنبقى نقبل أساتذتنا على جبينهم, ومعلماتنا سنبقى نقبل ايديهم , وسنكمل من أجل تحصيل حقوقكم والإضاءة على جهودكم من الكورة ,لان الكورة العلم ملعبها وثقافة التعليم هويتها, وفلاحينها علموا أولادهم واليوم أصبحوا جميعا بأعلى المراكز أينما وجدوا بكل أنحاء العالم وبكل فخر".
وتابع: "أنا وكثر أولاد أساتذة, فلولا التعليم والعلم والمعلم لم أكن واقفا امامكم اليوم, بهذا سوف مجتمع كل سنة لتكريمكم, لانه مهما فعلنا لا نستطيع أن نفي حقوقكم وتعبكم, اليوم نحن نعيش مناسبتين تكريم المعلم بعيد الاب لأن الأب هو مربي أولاده ولكن المعلم أيضا هو مربي تلاميذه ,فالاب والمعلم يكملان بعضهما العض, من هنا سأتكلم بالشخصي أمي وأبي كانوا أساتذه وأمي كانت أمي وأبي, فكرة الاب كانت موجودة بالأحاديث والصور على الحائط, كنت في كل سنة أكبر وكانت مبادئ أبي تكبر فيي, بكل مقالة كان يكتبها, وبكل قصيدة كنت أقرؤها له كنت أكبر أيضا, واجمل حملة كاتبها وكان دائما يرددها, يا كورتي, يا أرض حب وعطاء سرك خير ما دام فيك التعليم يعلو بك نحو السماء , فمربي التعليم مثل ابي وٱبائكم كانوا يحملون هموم المجتمع الكوراني, وهموم أبن الكورة كي يتعلم ويتثقف, وانتم اليوم تحملون مسؤولية إستمرار الوطن, فأنتم لو ظلمتم وهدرت حقوقكم, ولكن ولا مرة خف عطائكم ولم تقصروا بواجباتكم, لانكم ضمير هذا البلد, من هنا فإن التكريم قليل عليكم, بوركت أياديكم التي ربت وكبرت وعلمت, وسيبقى فضلكم على رأسنا ومسؤولية علينا خصوصا نحن السياسيين الى ٱخر العمر حتى نستعيد حقوقكم".
وختم : "في نهاية خطابي أوجه شكر كبير لمعالي الوزير الحلبي والإدارة التربوية وجميع العاملين بالوزارة على الجهد بالرغم من أننا لم نصل إلى كل ما نريده ولكن للاسف هذه الوزارة حملت إرثا ثقيلا, وهي اليوم تواجه صعوبات نحاول في المجلس النيابي أن نحلها بالتعاون مع الوزارة , كما شكر عبد المسيح المدراء المتقاعدين اليوم الموجودين معنا, وشكر للمعلمين والمعلمات المتقاعدين الموجودين معنا ابضا, والشكر أيضا الى جمعية كلنا أهل وكل من ساهم بنجاح المشاريع وإيصال الصورة الصحيحة عن مجتمعاتنا, وهذا ما يكبرنا ويبقي مجتمعاتنا مختلفة بالرغم من اختلافاتنا السياسة وتنوعنا الطائفي والقروي, واخر شكر أوجهه الى الإعلامية ريبيكا سمعان في تلفزيون الجديد على الجهد التي تقدمه معنا".