حل الدكتور يوسف ساسين ضيف شرف في المدرسة الوطنية الأمريكية Nas في حفل تخرج لطلاب الصفوف الثانوية حيث تم تكريم الدكتور ساسين من قبل مدير المدرسة الأستاذ عزيز ابو زيد وكانت كلمة للدكتور ساسين في هذه المناسبة:
"أيها الحضور الكريم ,
بقدر الكدّ تكتسب المعالي, ومن طلب العلا سهر الليالي, ومن رام العلا بغير كدٍ, أضاع العمر في طلب المحال.
قول للإمام الشافعي على كل طالب يريد الوصول إلى طموحه أن يضعه نصب عينيه. فالعلم بحر واسع لا حدود له, هو النبع الصافي المتدفق الذي لا ينضب طالما يسعى له الإنسان لينهل منه الكثير, فبالعلم نصنع ما نلبس, ونزرع ما نأكل ,وننتج علاجنا ودواءنا, كذلك به نصنع سلاحنا. نعم, سلاحنا. فالدول التي تسيطر على العالم وتتحكم فيه انما تسيطر عليه بالعلم والتكنولوجيا والتقدم . العلم هو أحد مقومات الحياة , فهو ضرورة من ضرورياته كالمأكل والمشرب والنوم وغيرها , وهو العمود الأساسي لتطور المجتمع.
إن نشر العلم بين الناس هو غاية ووسيلة في الوقت ذاته ,
وانتشاره في المجتمع أمر مهم ينقذنا من الأمية التي تؤدي الى تخلف المجتمعات , لذا يجب علينا تشجيع الناس على طلب العلم منذ الصغر والحرص على إنشاء المدارس والجامعات والأهم من إنشائها هو تسهيل الدخول إليها.
فالأمية والعلم خطّان متوازيان لا يلتقيان أبداً , وأينما وجد العلم أختفت الأمية.
أيها الحفل الكريم,
خلق الله فينا غزيزة حب الوطن , فالإنسان بطبيعته يحب مسقط رأسه ووطن آبائه وأجداده, ويألف الأرض التي ترعرع فيها, ومن هذا المنطلق علينا التمسك بأرضنا رغم كل الأزمات التي تعصف بوطننا الحبيب حيث لا ندّخر جهداً في توفير كل الظروف والإمكانات التى تحافظ على الشباب المثقف وحثّه على عدم الهجرة, إنطلاقا من قناعتنا بأن الشباب هم طليعة المجتمع وعموده الفقري, فالدول التي تريد أن تعتلي ثم التقدم هي تلك التي تستثمر الطاقات الشبابية وتدعمها بالشكل البنّاء.
ودعونى في هذه المناسبة أن أخصّ بالشكر أولياء الطلبة إذ انه لا يوجد ما هو أهم من العرفان بالجميل لكلّ من ضحّى وسعى وسهّل على أولاده صعوبات الحياة .
كما أتقدم بالشكر من الهيئة التعليمية على عطاءاتها وجهودها .
والشكر الأخير والكبير للأستاذ عزيز أبو زيد الذي بادر مشكوراً على تكريمي في هذه المناسبة الأعزّ على قلبي وهي حفل تخرج رجالات المستقبل سائلاً الله أن ينير دربهم وينالوا ما يطمحون إليه".