لا يزال لبنان والحوض الشرقي للمتوسط تحت سيطرة الكتل الهوائية الحارة والرطبة والتي تأثيرها خاصة على المناطق الجبلية والداخلية مع نسبة رطوبة مرتفعة على الساحل مما يزيد الشعور بالحر الشديد, وسوف تنحسر هذه الكتل تدريجيًا بدءًا من يوم غد الأحد لتعود درجات الحرارة إلى الإرتفاع مجددًا يوم الثلاثاء.
وأمام الجو الحارّ الذي نشهده خلال هذه الأيام, يتحدّث العالم البيئي ورئيس الحزب البيئة العالمي الدكتور دوميط كامل عن العوامل الطبيعيّة والتغيّرات المناخية التي طرأت على لبنان, ويقول: "نحن دخلنا في نغير مناخي عالمي جديد وسندهب إلى تغييرات مناخية أخرى في الطقس, خصوصًا في ظل الإستهلاك المُخيف للوقود وإزدياد كثافة السكان".
ويُشير إلى أن "هناك كمية كبيرة من الإحترار أصبحت موجودة ضمن الكتل الهوائية التي كانت تنقسم قسمين, مما يعني أن الكتل الهوائية الحارة أصبحت اليوم أكثر من الكتل الهوائية الباردة وبالتالي إن الإحترار أصبح يصل إلى أي مكان, كما أن مادة الحرارة أصبحت كثيفة جدًا ضمن الكتل الهوائية".
ويُشير إلى خطورة هذه التغيرات المناخية, مؤكدًا أن "علماء البيئة في كل العالم يدركون هذا الموضوع ولديهم معرفة في كيفية التعامل معه, ولا شك أن هناك تحذيرات عالمية في هذا الشأن, لكن حتى اللحظة هناك بلدان لا تملك جهوزية التعامل مع هذه التغيرات الطبيعية العالمية والكوارث التي تنجم عنها".
وفي هذا الإطار, يتوقّع كامل أن "يكون لبنان أمام صيف قاسٍ لأن كل أنظمة المناخ في العالم تغيّرت, وأصبحنا نعيش ضمن كتل هوائية محترّة الأمر الذي يؤدي إلى إرتفاع درجات الحرارة, مشيرًا إلى أن "هناك بعض الأشجار لن تستطيع إمتصاص هذا الإحترار ما يؤدي إلى يباسها لا سيما أن هناك مجموعة من الأشجار المعمّرة أصبحت يابسة بالفعل ولم يعد لديها قدرة على تحمّل درجات الحرارة المرتفعة".