قال سفير ساحل العاج في لبنان كريستوف كواكو إن تطوير العلاقات مع لبنان هو على رأس أولويات السفارة, مؤكدا في الوقت عينه على عمق العلاقات التي تجمع الجالية اللبنانية بساحل العاج منذ نهاية القرن التاسع عشر. وأضاف السفير كواكو خلال استقباله رئيس مجموعة أماكو علي محمود العبد الله إن اللبنانيين في ساحل العاج هم أصحاب مبادرات, ونشاطاتهم واسعة وهم محط ترحيب وباتوا يشكلون جزءا رئيسيا من نسيج هذا البلد.
وأضاف السفير كواكو إن ساحل العاج ترحب باللبنانيين الذين لطالما حققوا النجاحات في كل المجالات التي استثمروا وراكموا الخبرات فيها. ودعا السفير كواكو اللبنانيين إلى تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين الصديقين, مؤكدا أنه يبذل كل الجهود المطلوبة لتعزيز الاستثمار في بلده من خلال اللبنانيين الذين يملكون أفكارا مميزة لتحقيق النمو الاقتصادي خصوصا على مستوى القطاع الخاص. وعبّر عن استعداد بلاده للقيام بكل الخطوات الضرورية التي تؤدي إلى تعزيز الاستثمار في ساحل العاج.
من جهته شكر العبد الله السفير كواكو على اللقاء, وقال: "نحن نتطلع إلى تعزيز العلاقات اللبنانية مع ساحل العاج, هذا بلد صديق استقبل اللبنانيين الذين هربوا من الحروب والمآسي والأزمات الاقتصادية على مدى 130 عاما. وفي هذا البلد الصديق وجد اللبنانيون الأمان والاستقرار والنمو والازدهار, وركزوا على تطوير الأعمال والتجارة إيمانا منهم بهذا البلد العزيز الذي احتضنهم ومنحهم كل أسباب النجاح. واليوم يبذل السفير كواكو دورا بالغ الأهمية على مستوى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وأنا هنا لأؤكد على أهمية جهود السفير كواكو والعمل معا على تعزيز العلاقات المشتركة".
وأضاف: "ساحل العاج بلد واعد ويحقق نموا مستمرا خصوصا بعد إطلاق برامج تعزيز الاستثمار والموارد البشرية وتطوير البنية التحتية من طرقات وشبكات اتصالات ومرافئ, فضلا عن تحسين قطاعات مثل البترول والكهرباء والمياه والنقل والزراعة وخاصة أن ساحل العاج هو أول منتج في العالم للكاكاو اعتمادا على استثمارات القطاع الخاص. ومن المعروف على سبيل المثل لا الحصر إن ميناء أبيدجان هو أحد الموانئ الأكثر نشاطا والأحدث في غرب أفريقيا. وكل اللبنانيون يعرفون منذ زمن بعيد إن ساحل العاج هو بلد صديق ومضياف ويرحب باللبنانيين. ومدينة أبيدجان هي واحدة من المدن التي تشهد على تركّز الجالية اللبنانية ونشاطات اللبنانيين منذ زمن بعيد, خصوصا وأن لديهم آلاف المصالح كالمصانع والمستشفيات والعيادات الطبية والفنادق والمطاعم والمؤسسات الاقتصادية المختلفة. وبحسب بعض المراجع بدأت هجرة اللبنانيين نحو ساحل العاج بنهاية القرن التاسع عشر, وقد اثبتوا حبهم لهذا البلد المضياف, وساهموا في تطوير الحياة المهنية والثقافية, ونجحوا في تشكيل جزء هام من نسيج المجتمع المحلي".
وختم قائلا: "بحسب بعض التقارير يشكل اللبنانيون في ساحل العاج أكبر جالية لبنانية في غرب أفريقيا, ويفوق عددهم بحسب بعض الإحصاءات الـ 60 ألفا وربما أكثر, وهم يلعبون دورا إيجابيا في كافة المجالات التي ينشطون فيها. وأنا على ثقة من أن تطوير العلاقات مع الجالية اللبنانية هناك, يعود بالنفع على كل من ساحل العاج ولبنان في آن معا".