حقق مشروع "تحليل البيانات باستخدام Tableau من أجل غدٍ أفضل", الذي أطلقته جمعيّة LARA والممول من قبل قسم الدبلوماسية العامّة في سفارة الولايات المتحدة في بيروت, نتائج باهرة.
وقد تأثرالطلاب بموضوع تحليل البيانات والمهارات التكنولوجية من خلال تطبيق واقعي, وذلك تحت اشراف المربية الشيخة نيولا الجردي, رئيسة القسم الأكاديمي في ثانوية العرفان – صوفر.
أدت هذه المبادرة التعليمية إلى نقاش مثير للاهتمام مع الصحفية السيدة هلا أبو سعيد حيث أبرز الطلاب استخدامهم المتفوق للبيانات لاستكشاف والحث على حلول في مجال الحكم.
وإنَّ هذا التفاعل لم يكتفِ بإبراز معرفتهم المكتسبة فحسب, بل سلّط الضوء أيضًا على الدور الجوهري للتكنولوجيا والمهارات التحليلية في تعزيز المشاركة المدنية الواعية.
كما قدمت السيدة أبو سعيد رؤى معمقة حول جذور الفساد في لبنان, مستعرضة بشكل متسلسل تطوره عبر التاريخ ومُرجعةً أصوله إلى الحقبة العثمانية وما تلاها من تحولات سياسية واجتماعية واقتصادية عدة.
وفي هذا السياق كانت مشاركة للطلاب مستخدمين مهاراتهم في تحليل البيانات, كما دار نقاش شامل حول الأسباب والحلول المحتملة لهذه المشكلة المتجذرة.
هذا الحوار كشف عن نضج الطلاب عندما طرحوا أسئلة تمحورت حول استمرار الفساد داخل النظامين السياسي والاقتصادي اللبنانيين واستكشفوا دور الإعلام كأداة للشفافية والمساءلة.
وخَلُص الحوار معهم إلى أن غياب السلطة القضائية المستقلة في لبنان والتدخلات السياسية المتكررة هما أساس المشكلة منذ أجيال.
هذا الاستنتاج يُظهر إدراك الطلاب العميق لجذور الفساد وكيفية تأثيره السلبي على النظام السياسي والاقتصادي في البلاد.
ومن ناحية أخرى علقت السيدة أبو سعيد قائلة: "أسئلة التلامذة لم تكن مجرد استفسارات, بل كانت انعكاسًا لتدريبهم التحليلي والتزامهم بفهم القضايا المجتمعية المعقدة".
كما أشارت السيدة أبوسعيد إلى استخدام الطلاب رؤاهم المستندة إلى البيانات لتحليل الطبيعة بأوجه عدة للفساد وتداعياته على استقرار لبنان ورفاهية مواطنيه مما يساهم في بلورة رؤية نقدية مبنية على معلومات دقيقة تهدف إلى إيجاد حلول فعّالة.
هذه الجلسة شكلت شهادة على الفعالية المشتركة للتعليم التقني والوعي المدني حيث أظهر الطلاب كيف يمكن لأدوات مثل Tableau تحويل البيانات الخام إلى روايات قوية تحرك التغيير الاجتماعي.
وفي الختام, أعربت السيدة أبو سعيد عن تفاؤلها بالمستقبل, مشيدةً بمبادرة الطلاب والأمل الذي أضفوه من خلال تحليلاتهم الدقيقة ومناصرتهم الحماسية للشفافية والحكم الجيد.
يعد هذا المشروع جزءًا من جهد أكبر من قبل قسم الدبلوماسية العامة في سفارة الولايات المتحدة في بيروت لتمكين شباب لبنان, وتزويدهم بالمهارات اللازمة للمساهمة الفعالة في مجتمعهم.
كما يُعد نجاح هذا الحوار مؤشرًا واعدًا على التأثيرات المحتملة لدمج التعليم التكنولوجي مع المشاركة المدنية.
لمزيد من المعلومات حول هذا المشروع أو لمعرفة كيفية دعمه, يرجى التواصل مع جمعيّة LARA على البريد الإلكتروني laraa@laraa.org
وتجدر الإشارة الى أن جمعية LARA تأسست عام 2017, وهي جمعيّة يقودها نخبة من أساتذة الجامعات يكرسون جهودهم لتطبيق البحث العلمي والرؤى الدولية في خدمة المجتمع.
تشمل مهمتها المناصرة, والتدريب, والبحث, والتوصيات السياسية, في هدف تحسين حياة الناس من خلال الفئات السكانية المختلفة.