بعدما زعمت رسائل بعثها يحيى السنوار القائد العسكري لحركة حماس في القطاع إلى الوسطاء, مفادها أن المزيد من القتال والمزيد من الوفيات بين المدنيين الفلسطينيين تعمل لصالحه, نفت الحركة الأمر تماما.
فقد شدد عضو المكتب السياسي للحركة غازي حمد, بأن كل ما تم تداوله عار عن الصحة.
وأضاف في مداخلة من اسطنبول خلال برنامج "خارج الصندوق" على شاشة "العربية", بألا خلاف بين حماس الداخل والخارج.
وتابع أن كل ما تردد أنه جاء على لسان السنوار من تصريحات لا أساس لصحته, مشددا على أن التواصل مع زعيم حركة حماس بالقطاع يتم بشكل يومي.
كذلك أوضح أن السنوار مهتم جداً بنهاية الحرب ووقف ما يجري في غزة من إبادة جماعية, كما قال.
وأكد كممثل عن الحركة كما وصف, أن موقف حماس في الخارج والداخل واحد لا يتجزأ.
جاء ذلك ردا على ما تردد بأنه رسالة حديثة نسبت إلى السنوار, وأرسلت إلى مسؤولي حماس الذين يسعون للتوسط في اتفاق مع المسؤولين القطريين والمصريين قال فيها: "لدينا الإسرائيليون حيث نريدهم".
وفي عشرات الرسائل التي استعرضتها صحيفة "وول ستريت جورنال", والتي نقلها السنوار إلى المفاوضين وإلى عناصر حماس خارج غزة وآخرين, زعمت أن السنوار أظهر فيها "استخفافاً وبروداً بحياة المدنيين".
كما أوضح في الرسائل أنه يعتقد أن إسرائيل لديها الكثير لتخسره من الحرب مقارنة بحماس, حيث تم مشاركة هذه الرسائل من قبل عدة أشخاص لديهم وجهات نظر مختلفة حول السنوار.
وفي إحدى الرسائل الموجهة إلى قادة حماس في الدوحة, أشار زعيم حماس في القطاع إلى الخسائر المدنية في صراعات التحرير الوطني في أماكن مثل الجزائر, حيث مات مئات الآلاف من الأشخاص وهم يقاتلون من أجل الاستقلال عن فرنسا, قائلاً: "هذه تضحيات ضرورية".
كذلك في رسالة بتاريخ 11 نيسان الماضي, موجهة إلى زعيم حماس السياسي إسماعيل هنية بعد مقتل ثلاثة من أبنائه في غارة جوية إسرائيلية, كتب السنوار أن موتهم ومقتل الفلسطينيين الآخرين "سيبث الحياة في عروق هذه الأمة, ويدفعها إلى الارتقاء إلى مستوى أعلى".
يذكر أنه رغم الجهود التي بذلتها إسرائيل لاغتياله, فقد نجا السنوار وأدار عمليات حماس الحربية بشكل دقيق, وفق الصحيفة, وصاغ الرسائل وبعثها إلى مفاوضي وقف إطلاق النار, وحدّد متى تكثف الحركة هجماتها أو تتراجع عنها.
وانضم السنوار إلى الحركة التي أصبحت في النهاية حماس في الثمانينيات, وأصبح قريباً من مؤسسها الشيخ أحمد ياسين, وأنشأ شرطة أمن داخلي قامت بمطاردة وقتل المخبرين المشتبه بهم, وفقاً لنص اعترافاته للمحققين الإسرائيليين في عام 1988.
كما تلقى عدة أحكام بالسجن مدى الحياة بتهمة القتل وقضى 22 عاماً في السجن قبل إطلاق سراحه في صفقة مبادلة مع ألف فلسطيني آخرين في عام 2011 بالجندي الإسرائيلي, جلعاد شاليط.