يُعد نمو وتطور الطفل رحلة ساحرة مليئة بالإنجازات المذهلة, من الخطوات الأولى إلى الكلمات الأولى, من الضحكات الأولى إلى التعلم والاكتشاف. لكن قد تواجه بعض العائلات تحديا صعبا في هذه الرحلة, ألا وهو تأخر النمو والتطور عند أطفالهم.
يُشير تأخر النمو والتطور إلى عدم قدرة الطفل على تحقيق بعض المهارات الحركية أو اللغوية أو الاجتماعية أو المعرفية التي تتناسب مع عمره. قد يكون هذا التأخر طفيفًا أو شديدًا, وقد يؤثر في جانب واحد أو أكثر من جوانب النمو.
الأسباب
وبحسب اختصاصي طب الأطفال الدكتور نيكولا عيد, تتنوع أسباب تأخر النمو والتطور عند الأطفال, ويمكن تصنيفها إلى فئات رئيسية, أهمها:
- أسباب وراثية: تؤدي الجينات دورًا هامًا في نمو وتطور الطفل, وقد تؤدي بعض التشوهات الجينية إلى تأخر النمو.
- أسباب قبل الولادة: يمكن أن تؤثر بعض العوامل قبل الولادة, مثل التعرض للعدوى, أو نقص الأوكسيجين, أو سوء التغذية, في نمو الجنين وتطوره.
- أسباب أثناء الولادة: يمكن أن تؤدي بعض المضاعفات أثناء الولادة, مثل الولادة المبكرة, أو نقص الوزن عند الولادة, إلى تأخر النمو.
- أسباب بعد الولادة: يمكن أن تؤثر بعض العوامل بعد الولادة, مثل إصابات الرأس, أو العدوى, أو سوء التغذية, في نمو الطفل وتطوره.
- أسباب غير معروفة: في بعض الحالات, لا يمكن تحديد سبب تأخر النمو والتطور عند الطفل.
علامات تحذيرية
اضاف عيد: يمكن ملاحظة بعض العلامات التحذيرية لتأخر النمو والتطور عند الأطفال في مختلف مراحل النمو, ونذكر منها:
- في مرحلة الرضاعة: قلة حركة الطفل, صعوبة في الرضاعة, قلة التفاعل مع الآخرين, تأخر في استجابة الطفل للأصوات.
- في مرحلة الطفولة المبكرة: تأخر في الجلوس, والزحف, والمشي, صعوبة في التحدث وفهم اللغة, قلة التفاعل الاجتماعي مع الآخرين, ضعف المهارات الحركية الدقيقة, مثل استخدام اليدين, تأخر في التعلم وحل المشكلات.
- في مرحلة الطفولة المتوسطة: صعوبة في القراءة والكتابة, ضعف المهارات الحركية, مثل رمي الكرة, أو استخدام المقص, صعوبة في التركيز والانتباه, سلوكيات اجتماعية غير مناسبة, ضعف المهارات المعرفية, مثل حل المشكلات, والتفكير المنطقي.
واكد الطبيب ان تأخر النمو والتطور يُشير إلى عدم قدرة الطفل على تحقيق بعض المهارات المتوقعة في عمره, مثل:
- المهارات الحركية: مثل الجلوس, والزحف, والمشي, وتناول الطعام, واستخدام اليدين.
- المهارات اللغوية: مثل التحدث, وفهم اللغة, والتواصل مع الآخرين.
- المهارات الاجتماعية: مثل التفاعل مع الآخرين, وتكوين الصداقات, واللعب مع الأطفال الآخرين.
- المهارات المعرفية: مثل التعلم, وحل المشكلات, والتذكر, والتفكير.
خطوات أساسية في رحلة العلاج
ولفت اختصاصي طب الأطفال إلى أن هناك مراحل متعددة في رحلة العلاج, أبرزها:
- أولاً التشخيص المبكر: يُعدّ التشخيص المبكر مفتاحًا لنجاح العلاج, حيث يسمح بالتدخل المبكر ودعم الطفل في مرحلة حرجة من مراحل نموه.
- ثانياً التقييم الشامل: يتم إجراء تقييم شامل للطفل لتحديد نقاط قوته ونقاط ضعفه, ولتحديد نوع التأخر وشدته.
- ثالثاً وضع خطة علاجية فردية: يتم وضع خطة علاجية مُخصصة لكل طفل, تأخذ بعين الاعتبار احتياجاته الفردية وقدراته ونقاط ضعفه.
- رابعاً العلاج المُتعدد التخصصات: قد يشمل العلاج فريقًا من المتخصصين, مثل اختصاصيي العلاج الطبيعي, واختصاصيي النطق واللغة, واختصاصيي التربية الخاصة, والأطباء النفسيين, واختصاصيي التغذية.
- خامساً مشاركة العائلة: تُعدّ مشاركة العائلة ركيزة أساسية في رحلة العلاج, حيث تؤدي دورًا حيويًا في دعم الطفل وتشجيعه على المشاركة في العلاج.