تثير المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي, السبت, وحرر من خلالها 4 من الرهائن المحتجزين لدى حماس, تساؤلات بشأن تأثيرها على مسار التهدئة, مع انتظار رد الحركة على المقترح الذي قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن, بشأن التهدئة وتبادل الأسرى.
وبينما تعتبر إسرائيل, أن العملية نصر مهم, أشارت تقارير عبرية إلى أنه تم إقرارها, في ظل مؤشرات على رد سلبي من حركة حماس على مقترح التهدئة.
بالمقابل, لم تشر حماس إلى رد فعل متعلق بالمفاوضات والتهدئة, لكن العملية الإسرائيلية التي خلّفت أكثر من 210 قتلى فلسطينيين, تسببت في حرج كبير للحركة, التي تسيطر على قطاع غزة.
تأثير ضئيل
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية (كان) "ترى حماس أن الحرب والمفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق خطان متوازيان, يمكن السير فيهما معاً", ونقلت عن مصدر في غزة قوله إن "العملية التي نفذتها إسرائيل تعتبر إنجازاً, لكن حماس لا تزال تحتجز 120 رهينة, ما حدث نصر تكتيكي, لكنه ليس انتصاراً في الحرب".
وأضافت حول تأثير العملية على المفاوضات بشأن الصفقة أن "العملية حصلت على الموافقة النهائية, بعد أن أدركت إسرائيل أن حماس غير مهتمة بالصفقة, وإن فرص بدء المحادثات في المستقبل القريب منخفضة جداً".
وتابعت: "تدور نقاشات في الأجهزة الأمنية حول تأثير عملية الإنقاذ على صفقة التبادل, وأن مصادر مطلعة على المفاوضات قالت إنه في نهاية المطاف فإن أغلب المختطفين لن يغادروا إلا بالاتفاق".
إنجاز تكتيكي
وفي السياق يرى المحلل السياسي الفلسطيني إياد جودة, أن العملية الإسرائيلية لتحرير الرهائن الأربعة من وسط قطاع غزة, "إنجاز تكتيكي" لكنها ستؤثر بشكل محدود على مسار التفاوض بين الجانبين.
وقال جودة لـ24: "ما حدث هو سيناريو متوقع, خاصة بعد عملية رفح, التي تم تحرير فيها اثنين من الرهائن قبل 4 أشهر", مشيراً إلى أن حماس أصدرت تصريحاً لاحقاً لعملية الجيش الإسرائيلي لتقزيم "صورة النصر", التي حاولت إسرائيل رسمها من خلال العملية.
إلى ذلك, أعلن "أبو عبيدة", المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس, أن عملية الجيش الإسرائيلي أسفرت عن مقتل رهائن آخرين, دون أن يشير لعددهم, لافتاً إلى أن العملية الإسرائيلية ستؤثر على الأسرى, الذين ما زالوا محتجزين لدى الحركة.
هنا, وبحسب المحلل السياسي, فإن "التصريح يشير إلى أن حماس ستشدد الإجراءات المرتبطة ببعض الأسرى, وهو ما قد يحول إنجاز رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو بتحرير الرهائن الأربعة إلى ورقة ضغط عليه, للعمل على الإفراج عن بقية المحتجزين".
وتابع: "ربما تدفع العملية العسكرية نتانياهو إلى تقديم مزيد من التنازلات, تحت عباءة هذا الإنجاز, من أجل تمرير مقترح بايدن, الذي يواجه معارضة من أقطاب حكومته اليمينيين".