أقام فرع البقاع يوم الجمعة 7 حزيران 2024 ندوة حوارية في المركز الثقافي الفلسطيني ـ سعد نايل تحت عنوان: "مخاطر الهجوم الاميركي ـ الاسرائيلي على فلسطين ولبنان وسبل مواجهته ". إمتلأت القاعة بحشد من أهالي البلدة وعدد من الرفيقات والرفاق والأصدقاء ومشاركة من ممثلي الفصائل الفلسطينية وفعاليات ثقافية وسياسية وتربوية .
افتتحت الذكرى بالوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء,
ثم النشيد الوطني اللبناني
الكلمة الأولى كانت للمناضل الاستاذ حسين صلح وقال :" ابا خالد انت سيد القصيدة على أرضنا الطيبة الغالية ديوان القادة الكبار الشهيد المعلم كمال جنبلاط والشهيد جورج حاوي والقائد الفلسطيني ابو عمار والمناضل الكبير جورج حبش . هؤلاء القادة هم اشعار الارض وقصائدها في لبنان وفلسطين . ومحسن ابراهيم هو سيد اللقاء الساطع في المدى الأكبر بين الموت والحياة في لحظة واحدة وفوق الأرض الواحدة .
والأرض كالقائد الإستثنائي ( ابو خالد ) لا تستعار وليس لها بديل .
تتجلى المواجهة للمشروع الإسرائيلي الأمريكي بأوضح صورها في فلسطين حيث يتصدى الشعب الفلسطيني بقواه الحية لأبشع هجوم اسرائيلي على غزة وشعبها وبدعم مطلق من امريكا والدول الغربية سياسيا وعسكريا وماليا وجيوشا تجوب البحار لحماية اسرائيل . وها هو الشعب الفلسطيني يواجه العدوان المستمر على غزة والضفة الغربية باللحم الحي ويتصدى لحرب الإبادة بالصبر والعزيمة والإمساك بعدالة قضيته الوطنية وحقه في العيش بكرامة وتمسكه بأرضه وحقوقه الوطنية ويرفض الإذعان للشروط الاسرائيلية بالرغم من إستشهاد عشرات الالاف وسقوط عشرات الالاف من الجرحى والدمار الكبير . لقد ظهر للرأي العام العربي والدولي ان الشعب الفلسطيني يقاتل وحيدا ويواجه المشروع الإسرائيلي الامريكي لوحده بإستثناء الجبهة اللبنانية في الجنوب التي لمشاركتها حسابات إقليمية تتعلق بمحور الممانعة , بينما الدول العربية والإسلامية تشاهد المجازر بحق الفلسطينيين دون إتخاذ مواقف سياسية واضحة في دعم الشعب الفلسطيني بل ان الغالب على حراكها القيام بدور الوسيط بين الجلاد والضحية وفي أفضل الإحوال إصدار بيانات وتصريحات تدين من خلالها المجازر الإسرائيلية.
السادة الحضور
العدوان الإسرائيلي مرشح للمزيد من التصعيد في غزة وعلى الجنوب اللبناني والتهديدات الإسرائيلية لا تتوقف مما يعني ان معركةالفلسطينيين مع الكيان الإسرائيلي مديدة ولن تتوقف الا بعد ان تتحقق اهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والإستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس , ولكي ينجح الفلسطينيون بنيل حقوقهم الوطنية لابد من تجاوز حالة الإنقسام الراهنة بين فصائل منظمه التحرير الفلسطينية وبين حركتي حماس والجهاد الإسلامي وكل تبرير لهذا الإنقسام لا يخدم القضية الفلسطينية بل يصب في مصلحة اسرائيل
في الذكرى الرابعة لغياب الأمين العام للمنظمة محسن ابراهيم الذي نفتقد الى دوره وحضوره ومساهماته في الإجابة على الإسئلة الصعبة بما يتعلق بالأوضاع العربية ومصائر العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا والسودان والقلق على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ومصيره في زمن الردة وبقايا أنظمة الإستبداد والميليشيات السائدة في هذه الدول القائمة على التقاسم الطائفي للثروات الوطنية في زمن يعم فيه الفساد والإفساد والعهر الطائفي والفكر الديني الأصولي والإستقواء بالخارج على حساب الداخل ودون اي إعتبار للوحدة الوطنية ووحدة المجتمع ومؤسساته الوطنية "
الكلمة الثانية لرئيس بلدية سعدنايل حسين محمود الشوباصي
الذي رحب بالحضور في سعدنايل , البلدة التي كانت ملجأ للفقراء وللقادة الكبار الكبار من الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية ومقرا لانطلاق العمليات ضد الاحتلال الاسرائيلي , لم يحد عن مواقفه مهما عرض عليه من مغريات السلطة وتعريضه لتهديدات .
لم يتوانى عن المواجهة في الظروف المفصلية
في عز الهزيمة اطلق جبهة المقاومة الوطنية وفي العام ٩٣ قاتل من اجل الوحدة الفلسطينية وقرارها الوطني الفلسطيني المستقل ودفع ثمنه .
اتسم بالشجاعة في تقديمه للنقد الذاتي وتحميل ذاته حصة , ابو خالد قائد من خامة إنقرضت او تكاد .
كما استعرض الشوباصي ما فعله الغرب الاستعماري في مطابخه من خطط تستهدف السيطرة على منطقتنا شعوبا وخيرات وزرع التفرقة بين شعوبها ولأجل ذلك زرعت اسرائيل في المنطقة لتساهم في تحويلها الى كانتونات .
رغم كل المآسي نجد الشعب الفلسطيني يواجه دمارهم وقتلهم بالصمود والتضحيات
وختم , مع اننا نفتقد ابا خالد لكن لا زلنا نرى رفاقه الشرفاء في هذه القاعة مستمرون بالنضال ومتمسكون بجمره وبمسيرة النضال الديمقراطي لبناء الانسان .
ثم كانت كلمة الأكاديمي والإعلامي يقظان التقي :
يصادف مرور الذكرى الرابعة لرحيل القيادي اليساري محسن ابراهيم في خضم مجموعة كبيرة من التحولات والمتغيرات على المستويات كافة السياسية والاقتصادية الفكرية والاجتماعية في لبنان والمنطقة , وهي تترافق بقوة مع عودة "اليسار الجديد " , التي انطلقت بقوة بعد حرب غزّة. والنظر في الذكرى ينطلق من ثلاثة مستويات.
المستوى الأول الوصفي لصاحب الذكرى , المفكر والسوسيولوجي واليساري متعدد النضالات , العلماني والمثقف الكبير , التقدمي والوطني السياسي السيادي بإمتياز .
الحديث عن محسن ابراهيم , هو الحديث عن الرجال الشجعان في الزمن الذي ينتمي الى الافكار , أكثر منه الى الأحزاب , وهو من الأوائل الذي تحرروا في بيئاتهم وعائلاتهم , مختارا حرية التعبيروالنقد وتعددية المجتمع وتقدمية البلاد , بعيدا عن معركة السلطة والزعامة . وبقي تغييرا في زمن انخرط فيه بعض اليسار بحروب مذهبية , وأصيب فيه الآخرون بأعطاب , نجما في الاتجاهات القومية واليسارية و رفيق مرحلة كبيرة من النضال مع كمال جنبلاط ورفاقه في الحركة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية في قرارها الوطني المستقل .
ما كانت بيوت محسن ابراهيم كتلة مغلقة , أو عشائرية , ولا نرجسية حزبية , ولا نرجسية طائفية , ولا نرجسية زعامات ,ولا ظاهرة لعدم الالتزام على مستوى المثقفين والكتّاب والمفكرين والشعراء والفنانيين .
المستوى الثاني من الذكرى , يتعلق بعودة "اليسار الجديد ", عودة الى الانسان , ازاء فائض العنف والقهر والفقر والجوع والياس والموت , وما يلغي الانسان بتصوراته وأفكاره وسعادته وحريته , ويشهد العالم تطورا في عقيدة الانسان لرفض المجازر التي ترتكبها إسرائيل في حرب الإبادة , , حيث تمثل فلسطين القضية العادلة , فيما إسرائيل تمثل عودة البشرية الى الوراء , في الاتجاه المعاكس لا حتجاحات الشباب الأميركي في اليسار الأميركي , وفي الجنوب وفي دول أميركا الشمالية .
وكانت كلمة الختام لنائب رئيس المكتب التنفيذي للمنظمة حاتم الخشن قال فيها ان الحديث عن محسن ابراهيم في ذكرى رحيله الرابعة, له هيبة ورهبة ومسؤولية, فهو الى جانب كونه مفكرا, كان قائدا سياسيا بامتياز جسّد الارتباط العضوي بين السياسة والممارسة, وامتلك قدرة فذة على التحليل الفكري والسياسي والاستراتيجي, ما جعله مرجعا للعديد من القادة السياسيين في لبنان والعالم العربي, ومن تجربته في العمل السياسي والنضالي مدرسة للاجيال القادمة, هو الشخصية النادرة والفريدة التي قليلا ما تتكرر في العالم العربي, وهو رفيق الكبار: عبد الناصر وياسر عرفات وكمال حنبلاط وجورج حاوي وجورج حبش ونايف حواتمة وعشرات القادة ومئات ألوف الشهداء. هو ابن القضية الفلسطينية منذ نشأته, ونصيرها التاريخي والمرجع الذي يستشار بشؤونها, كما هو ابن القضية اللبنانية بمساراتها الوعرة وتعقيداتها وتداخلاتها.
هو القائد الذي لم يعرف الجمود العقائدي, والذي اتسم تاريخه بالتحولات السياسية والفكرية والنضالية, المقرونة بشجاعة نقد التجربة, نقدا منهجيا لما له ولما عليه من مواقف. نقد الذات أولاً لتعيين موطيء القدم. ونقد الآخرين في مسيرتهم مع ما تخللها من عثرات لتحديد خطوات المستقبل. وقد ظل محسن إبراهيم في نقده يساريا ديمقراطيا علمانيا يحمل هموم الفقراء والطبقات الكادحة ومسؤولية بناء التقدم والاشتراكية التي تطلق طاقات المجتمع وتفك قيوده.
محسن ابراهيم, هو رجل المواقف الشجاعة, هو النزيه حتى النهاية, هو الذي عاش طوال عمره متواضعا وشريفا لا تأسره البهارج والزخارف الزائفة
وختاما قال الخشن في ذكرى رحيلك الرابعة يا رفيقي ابو خالد اتوجه بالتحية اليك وأؤكد لك:
انك لن تكون ماضيا, ولن تكون صورة في إطار تعلق على الجدران .إن حيويتك الفكرية والنضالية لا تذبل مهما تقادم الزمن.
نحن عاجزون أيها الرفيق القائد عن الإقرار بغياب رؤيتك ورؤاك الثاقبة, يا من اضحيت وعدا مفتقدا في ليالينا وليالي فلسطين الحالكة.
وقدم عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية عبد كامل كتاب الجبهة الاخير "فلسطين والاقليم".. للمحاورين عربونا لنضالاتهم الوطنية وتضحياتهم من اجل القضية الفلسطينية.