لا تنتهي الأزمات الخانقة التي تعصف في لبنان, كل يوم يمرّ يجلب معه أزمة جديدة للمواطن اللبناني الذي يواجه معاناة حقيقية في الحصول على أبسط مقومات العيش, ولا يقتصر هذا الأمر على منطقة معينة بل في سائر المناطق اللبنانية, إلّا أن هذه الأزمات تتعمق كثيرًا في مناطق البقاع الأوسط خلال هذه الأيام مع تفاقم أزمة النفايات التي يصعب معالجتها.
ولشرح عمق الأزمات وما يعانيه أهالي البقاع الأوسط, يؤكّد مختار بلدة برّ الياس أحمد شهاب أن لبنان بلد يعاني من عدة أزمات منها صحية, إجتماعية, إقتصادية, إدارية, تربوية وأخلاقية, وبالتالي كل المرافىء في البلد تواجه تحدّيات كبيرة, لذلك المسألة لا تتوقف عند أزمة النفايات التي ليست محصورة في برّ الياس فقط إنما في مناطق أخرى".
ويوضح أن "أزمة النفايات هي من إختصاص البلدية لكن كما نعلم البلدية منحلّة, لا سيما أن هناك 7 بلديات منحلة في البقاع الأوسط ويتسلّم شؤونها المحافظ الذي لا يستطيع القيام بكل مهامها, حتى أن البلديات المنحلّة وغير المنحلّة هي في الأساس تعاني من إفلاس مالي, وإذا كان هناك موظفين في هذه البلديات فهم بالكاد يستطيعون الحصول على رواتبهم لتأمين مصاريفهم اليومية".
ويُشير إلى أن "هناك عدة مشاكل تعيق أزمة النفايات في بلدة برّ الياس لكن من الأسباب التي تعمّق هذه الأزمة هي عدم توفّر المازوت للشاحنات المختصة بجمع النفايات, كما أن العمال الذي يقومون بجمع هذه النفايات هم سوريون ويرفضون القيام بعملهم بعد أخذ قرار بترحيل السوريين غير الشرعيين".
ويلفت إلى أن "المشكلة الأساسية التي تفاقم الأزمات في البلدة هي البنى التحتية التي تستوعب 40 ألف نسمة بينما برّ الياس يوجد فيها 200 ألف نسمة, فكيف ستكفي هذه البنى ونحن نعاني من أزمة في النفايات وشبكات الصرف الصحي والكهرباء والمياه, لذلك نحن نتمنى اليوم قبل الغد أن تستعيد الدولة دورها لكي تتم معالجة هذه الأزمات".