بالتوازي مع عودة التهديد "الداعشي" إلى الواجهة, يتواصل التهديد الإسرائيلي بشنّ عملية كبيرة في لبنان, في تناغمٍ مشبوه يُؤذن بمرحلة داخلية جديدة عنوانها تهديد الإستقرار الأمني الداخلي, بأكثر من شكلٍ ووسيلة. فهل فتحت حادثة إطلاق النار على السفارة الأميركية في عوكر, المشهد الأمني على المجهول بفعل العناصر المتشعّبة التي اختلطت في تفاصيل هذه الحادثة أم أنها مجرد رسالة بمضامين متعددة؟
في معرض الإجابة, تقرأ أوساط ديبلوماسية في حادثة السفارة, مجموعة رسائل, الأبرز فيها وبالدرجة الأولى والتي وصلت من خلال الصور المتناقلة للحادثة عبر الإعلام, هي "هشاشة" الأحوال الأمنية اللبنانية, خصوصاً وأنها المرة الثانية التي تُسجّل فيها عملية إطلاق نار على سفارة الولايات المتحدة الأميركية.
وفي هذا الإطار, تكشف الأوساط الديبلوماسية لـ"ليبانون ديبايت", عن أن تكرار الحادثة ومع بعض التمايز من حيث الشكل وشخصية مطلق النار, قد حمل رسالةً ثانية إلى الداخل في لبنان كما إلى واشنطن, حول "هشاشة إضافية" في الساحة الأمنية اللبنانية.
أماّ الرسالة الثالثة, وفق الأوساط, فهي على علاقة مباشرة بالمفاوضات الإقليمية, ذلك أن "سخونة الساحات الهشة", تقدم خدمةً لنيل مكسبٍ على طاولة التفاوض.
وعن الأهداف من وراء هذه الحادثة, تلاحظ الأوساط الديبلوماسية, وجود تخبّطٍ في الإنكشاف السببي حول الجهة الأصلية وراء الحادثة, والهدف المُضمر منها إلى الآن, وعلاقتها بكثيرٍ من الأمور أهمها:
رسالة إقليمية ومحلية في آن إلى الجانب الأميركي.
تحريك إضافي في ملف الوجود السوري, حيث أن محرك المنفذ الأصلي, هو غير مفهوم, لكنه خارجي وهو في في الداخل ومسجّل في قيد اللاجئين السوريين, بمعنى أن الحادثة رسالة في أن بعض الموجودين السوريين داخل لبنان, ينتظرون ساعات صفر إضافية ومختلفة.
رخاوة التشبيك الأمني اللبناني, حيث ان المنفذ قد نزل من البقاع إلى بيروت بطريقة "سلسة جداً".
ولا تهمل الأوساط الحديث عن الرسالة التي حملتها حادثة السفارة إلى الداخل لجهة سيادة الدولة واستقرار السلطات, وبالتالي الإضاءة على هذا الواقع البالغ الخطورة.