بلغت التهديدات الإسرائيلية بحرب شاملة على لبنان, الذروة ليؤجّج حماوتها تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم بالقول "نحن مستعدون لعملية مكثفة للغاية في لبنان", مروراً بتهديد رئيس الأركان من الحدود الجنوبية أمس بـ"اقتراب اتخاذ القرار", وصولاً إلى تحديد الجانب البريطاني منتصف الشهر الجاري موعداً للضربة الإسرائيلية على لبنان...
أجواء من الخوف يشوبها القلق من التصعيد الأمني المُحتمَل, أثارت بلبلة في صفوف اللبنانيين, مقيمين ومغتربين على أبواب موسم السياحة والاصطياف... ماذا عن السياح؟
مصدر في نقابة أصحاب مكاتب السياحة والسفر يكشف لـ"المركزية" أن التأثّر "كبير جداً بفعل الانعكاسات المباشرة للتهديدات الإسرائيلية على النفوس", لافتاً إلى أن "هذا الأسبوع يشهد تسارعاً للأمور في المنحى الانحداري, على أن تظهر نسبة التراجع في الساعات الـ48 ساعة المقبلة".
وإذ يؤكد أن "حجوزات عيد الأضحى منخفضة جداً ما يترجم أن الوضع سيّء للغاية", يشير إلى أن "القطاع متأثّر بالوضع الأمني في المنطقة منذ فترة وليس اليوم فقط, فالقادمون العرب يأتون من بلدان عربية محدّدة كالعراق والأردن وسوريا ومصر لتمضية فترة سياحية محددة في لبنان مؤخراً... أما بالنسبة إلى البلدان الأخرى فتعمد بعض شركات السياحة والسفر إلى تنشيط البرنامج السياحي لجذب تلك الأسواق ولا سيما من شرق آسيا وأحياناً من أوروبا وأميركا الجنوبية".
وبالنسبة إلى حجوزات موسم الصيف, فالمغتربون اللبنانيون, بحسب المصدر, "يتوزّعون على فئات تتفاوت بين مجموعة تعدل عن المجيء, وأخرى تتريّث قبل اتخاذ القرار, وفئة تتمسّك بقرار المجيء إلى لبنان مهما حصل... أما لجهة السياح عموماً فالتأثير السلبي كبير جداً وهو ليس وليد اليوم بل منذ اندلاع حرب غزّة".
ويكشف في السياق, عن "موجة إلغاءات للحجوزات منذ 20 يوماً, كما يسجل القطاع منذ أول من أمس جموداً فاقعاً ليس بالنسبة إلى القادمين فحسب بل أيضاً لجهة حجوزات السفر من لبنان إلى الخارج".
ويأسف لـ"تأثّر قطاع السياحة والسفر بشكل ملحوظ باندلاع حرب غزة في حين أنه تحت تأثير الوضع الاقتصادي والمالي الداخلي المضطرب, وكلما شهد الوضع الأمني في غزّة وجنوب لبنان تصعيداً وتوسّعاً في رقعة الاستهداف, يرتفع تلقائياً معدّل التأثير السلبي على القطاع, وبالتالي كلما تنفسنا الصعداء بارتفاع منسوب الحجوزات من قِبَل بعض المجموعات السياحية, نعود خطوة أو أكثر إلى الوراء جراء التطورات الأمنية المحتدمة".
الصيف يبدو حامياً حتى لو لم تنفّذ إسرائيل تهديداتها بالحرب الموسّعة, فهو سيكون حاراً مع ارتفاع درجات القلق والخوف اللذين يؤدّيان لا محالة, إلى استعار الجمود السياحي... فالاقتصادي!