يعيش لبنان مشهدَين متناقضَين. الأوّل, مشهد الحرب في الجنوب وفي بعض المناطق البقاعيّة, حيث يشنّ العدو الإسرائيليّ غاراتٍ عنيفة, والثّاني, مشهدٌ مناقضٌ تماماً للأوّل, حيث يعيش المواطنون حياةُ طبيعيّة. إلا أنّ الحرب جنوباً وفي مناطق بقاعيّة محدّدة, لم تمنع المناطق الأخرى من بدء الاستعدادات للموسم السياحيّ الذي سينطلق قريباً, ومدينة زحلة والقضاء نموذجاً.
في هذا السّياق, يؤكّد رئيس جمعيّة تجّار زحلة زياد سعادة أنّ "سوق زحلة والأسواق المُحيطة تتأثّر مباشرةً بالحرب, ما يشكّل ضررًا مباشرًا على الحركة الاقتصاديّة".
ويُشير, في حديث لموقع mtv, إلى أنّ "عروس البقاع, زحلة, يقصدها كثرٌ من اللّبنانيّين, من مختلف المناطق, والحركة الاغترابيّة فيها ممتازة خلال الموسم الصّيفيّ", آملاً بألا يتدهور الوضع الأمنيّ للحفاظ على جذب السّيّاح والمغتربين.
ويجزم سعادة, بأنّ "رغم الأزمات, تشهد أسواق زحلة نوعاً من الانتعاش, والمؤسّسات تستأنف نشاطها, ففي الشّارع الأساسيّ في زحلة, صفر في المئة إقفال للمؤسّسات, كما هناك مطاعم كثيرة ومقاهٍ ومؤسّسات سياحيةّ تستثمر داخل المدينة, وهذا عامل إيجابيّ ومؤشّر, يُعطي أملاً للمستقبل".
ما المشكلة التي يشكو منها التجّار في المنطقة؟ يقول سعادة: "لم نخرج حتّى السّاعة من أزمة الودائع والتّضخّم النّقديّ, ونحن نعاني من هذا الموضوع, والقطاع الخاصّ يتأقلم تقريباً مع الوضع, فتضع كل مؤسّسة خطّة ذاتيّة, لكن على صعيد الدّولة, لا رؤية لإنعاش الاقتصاد".
ويختم سعادة, قائلاً: "نتّكل على استقرار الوضع الأمنيّ خلال الصّيف, والمؤسّسات تضع استراتيجيّة لاستقطاب السّيّاح, فالهاجس الأمنيّ لم يمنعنا من التّحضير, ولم يَكُن عائقاً أمام أي خطّة نضعها, استعداداً للموسم السياحيّ الصّيفيّ", لافتاً إلى نشاطات عدّة, وإلى أنّ الاستعدادات بدأت باكراً هذا العام, وبوتيرة أكبر من العام الماضي, و"انشالله خير".
من جهة أخرى, يُشير صاحب أحد المطاعم في زحلة إيلي شعنين, إلى أنّ الحركة السّياحيّة غير مُستقرّة حالياً, ففي السّابق, كانت الحجوزات على مدى أسبوعين إلى شهر, أمّا اليوم, فنسبة الإقبال إلى المطاعم تتغيّر أسبوعيّاً, وتكون بنسبةٍ متفاوتة.
ويلفت, في حديث لموقع mtv, إلى أنّ "القدرة الشّرائيّة لدى الزّبائن تراجعت", مُعتبراً أنّ "الوضع حالياً أسوأ ممّا كان عليه خلال أزمتَي الدّولار و"كورونا", فالمعاشات أصبحت بالدّولار مئة في المئة, لكنّ ربح القطاع تراجع بالنّسبة إلى المصاريف".
ما هي التّوقّعات للموسم الصّيفيّ؟ يقول شعنين: "بدأنا الموسم, وانشالله خير", مضيفاً: "في بداية حرب غزّة لم يتأثّر القطاع, لكن الضّربات الإسرائيليّة التي استهدفت البقاع أثّرت كثيراً على المطاعم".
أمّا صاحب أحد الفنادق في زحلة إيلي سابا, فيبدو متفائلاً, ويقول: "نعمل على تعزيز السّياحة الدّاخليّة, فزحلة من المناطق الأجمل في لبنان, والكهرباء متوافرة فيها دائماً, ومناخها جميل, وتمتاز بكرمها, ولا نتوقّع استقطاب الأجانب بسبب الوضع الأمنيّ".
ماذا عن الحجوزات؟ يُشير سابا, في حديث لموقع mtv, إلى أنّ "الحجوزات الدّاخليّة مقبولة, ولبنانيّون كثرٌ يرغبون بالتوجّه لقضاء عدد من الأيّام في زحلة خلال حزيران, تمّوز وآب".
ويختم سابا, قائلاً: "من الطّبيعيّ أن نتأثّر بالوضع الأمنيّ, لكنّنا مُتفائلون دائماً ونأمل خيراً".
رينه أبي نادر _ mtv