يسير ملفّ النازحين غير الشرعيين المقيمين في البقاع على خطى إعادة التنظيم وترتيب الوجود الذي أنهك البيئة المستضيفة في كلّ قراها ومدنها, وعلى اختلاف توجّهاتها وتعاطفها مع القضية السورية, حيث بات يشكّل عبئاً يسعى الجميع للخلاص منه.
سبق اتحاد بلديات منطقة دير الأحمر كل البلديات في محافظة بعلبك الهرمل, في اتّخاذ الإجراءات وتفعيل القرارات التي تتماهى والقرارات الصادرة عن الحكومة اللبنانية وتحديداً وزارة الداخلية والبلديات, والتي من شأنها أن تساهم في وضع قضية الوجود السوري على طريق المعالجة, بعدما أصبحت الخيم والمخيّمات في عدد من المناطق مصدراً للمشكلات الاجتماعية والصحية والاقتصادية والأمنية.
انتهت المهلة التي كان اتحاد بلديات دير الأحمر قد حدّدها لمغادرة النازحين المقيمين في قرى الاتحاد بطريقةٍ غير شرعية, والتي حدّدت مساء العشرين من الشهر الحالي, ومعها بدأ عناصر الشرطة في البلدات المذكورة منذ صباح الثلثاء بتفكيك الخيم المخالفة, والطلب من قاطنيها المغادرة فوراً الى البلدات المجاورة والتي تسمح لهم بالمكوث فيها, لتكون حصيلة اليوم الأول إجلاء أكثر من ثلاثين خيمة من بلدة بتدعي, رافقها تصعيدٌ غير مسبوق من قبل الأهالي الذين يبدون اعتراضاً واضحاً على هذا الوجود في المنطقة, وقد سبّب لهم خلال الفترة الأخيرة أحداثاً سلبية أولها أمني, ويضغطون على السلطات المحلية لاتّباع السبل الكفيلة بلجم هذا الضرر واستئصاله من المنطقة, على أن تحذو البلديات الأخرى هذا الطريق, وتخفّف عن كاهل سكانها.