حذّر وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين من تسجيل أرقام قياسية خطرة للحرارة على الصحة العامة هذا الصيف مشابه للرقم القياسي الذي سُجّل في شهر نيسان, رابطًا هذا الموضوع مع تلوث الهواء الذي يُعتبر "القاتل الأول في لبنان والعالم".
وخلال افتتاح ورشة عمل نظمتها وزارة البيئة مع مؤسسة "هانز زايدل" تحت عنوان "كيف نتحضر لموجات حر قاتلة هذا الصيف". دعا ياسين إلى "دمج موضوع زيادة الحرارة بنشرات الطقس مع تنبيه المواطنين بضرورة اتّخاذ اجراءات خاصّة, منها تجنب الخروج والعمل في أيام محدّدة تسجّل فيها الأرقام القياسية للحرارة".
ورأى منسق الورشة الكاتب والصحافي البيئي حبيب معلوف, أنّ "من يراقب المظاهر المناخية المتطرفة في السنوات الأخيرة في لبنان والعالم, وتلك الأرقام القياسية التي تُسجّل كل سنة, لاسيما في ارتفاع درجات الحرارة, من المفترض أن يتوقع موجات حر قاتلة هذا الصيف".
وقال: "كُتب الكثير عن علاقة زيادة الانبعاثات بتغيّر المناخ والظواهر المناخية المتطرّفة (ارتفاع الحرارة وزيادة الجفاف والحرائق والفيضانات وتحمّض المحيطات وذوبان المتجمد منها), وأثر ذلك على الأنظمة البيئية والغذائية, إلّا أن تأثير هذه العلاقة على الحياة والصحة العامة بقي غامضًا".
واشار معلوف إلى أنّ "التقارير حول أعداد الوفيات السنوية في العالم جرّاء زيادة الحرارة تحيط حولها الشكوك, بسبب عدم الاتّفاق بعد على توصيف هذه المشكلة وتصنيفها, إلّا أن المؤكّد هو أنّ عدد ضحايا ارتفاع الحرارة, أو ما يسمى "الاجهاد الحراري", يتزايد عامًا بعد آخر, وهو أكبر من عدد من تقتلهم الأعاصير والفيضانات", وسأل: "كيف يمكن التكيّف مع زيادة الحرارة والتخفيف من الوفيات؟".
وأشار إلى أنّه "وفقًا لمنظمة الصحة العالمية, فإن عدد الوفيات الناجمة عن موجات الحر بين عامي 1998 و2017 تجاوز 166 ألف شخص. وتوقّعت دراسة للأمم المتحدة عام 2018 أن يتضاعف هذا العدد 4 مرات بحلول عام 2030, وهو تضاعف بهذه النسبة فعلًا في عام 2020 ولم ينتظر عشر سنوات. هذا ما يجعل الحر من بين أكثر كوارث الطقس فتكًا. علمًا أنّ تقاريرًا أخرى تقدّر أنّ الأرقام أكبر مما هو معلن, إذ أن الوفيات بسبب موجات الحر لا تسجّل كلّها تحت هذا العنوان في شهادات الوفاة. فإذا كان المتوفى قد قضى, بحسب الشهادة, بسبب إصابة بقصور في القلب, مثلًا, لا يُدرج ذلك في خانة الوفيات بسبب ارتفاع الحرارة, علمًا أن زيادة الحرارة قد تقضي على من يعانون من مشاكل معينة في القلب".
واستشهد معلوف بدراسة وحدة تغيّر المناخ في وزارة البيئة التي تقول إنّ "الحرارة في لبنان ارتفعت 1,6 درجة من العام 1950 حتى الآن, مع توقعات أن تسجل أرقامًا قياسية تصل إلى 40 درجة في معدلاتها العامة".
وخرجت الورشة في نهايتها بالتوصيات التالية:
- دعم المنصة الوطنية للإنذار المبكر.
- إضافة موضوع زيادة الحرارة والتحذيرات إلى النشرات الجوية.
- إشراك الإعلام في جميع أشكاله لإيصال المعلومات المتعلقة بالمناخ وإرشادات الوقاية إلى أوسع شريحة.
- تفعيل غرف العمليات في المحافظات والتأكيد على دور البلديات.
- توسيع وتجهيز الحدائق العامة لاستقبال الهاربين من الحر.
- الأخذ بالاعتبار زيادة حرارة الأرض في البناء والتجهيز.
- حماية المرتفعات من العمران.
- إدارة رشيدة للمياه وتعزيز التخزين الجوفي وليس السطحي.
- تجهيز المستشفيات والمراكز الصحية وزيادة عدد اطباء الطوارئ للتشخيص السريع وتدريب الاطقم الطبية والإسعافات الأولية على كيفية التعاطي مع حالات الاغماء والاجهاد الحراري.
- دعم سياسات التخفيف من الانبعاثات والتكيف مع التغيرات المناخية ضمن استراتيجية وطنية للتنمية المستدامة.