يكتسب الإعلان الإسرائيلي عن انهيار مفاوضات التهدئة في القاهرة, رغم التأكيد المصري على استمرار الوساطات من أجل التوصل إلى هدنة في غزة, أكثر من دلالة على صعيد استمرار التصعيد على الجبهات المفتوحة في غزة وفي جنوب لبنان, كما تنفيذ العملية التي انطلقت منذ أيام في مدينة رفح, وذلك بعد سيطرتها على معبر رفح وبدء تهجير المواطنين الفلسطينيين من المدينة.
اعلان
وتؤكد أوساط مطلعة ل"ليبانون ديبايت", أنه كان من المتوقع إنهيار مفاوضات القاهرة التي لم تتوقف رغم بدء العملية الإسرائيلية في رفح, لافتةً إلى أن الهدف الإسرائيلي الذي يتمّ التركيز عليه "لإرضاء الأميركيين", هو إظهار أن عمليتها في رفح محدودة بالتمركز على كامل الحدود بين غزة وسيناء أي محور فيلادلفيا, وذلك, لقطع الإتصال فوق الأرض وتحت الأرض بين غزة ومصر.
وعن انعكاس الخلاف مع الإدارة الأميركية على استمرار عملية رفح, تشير الأوساط, إلى أن إسرائيل مصرّة على السيطرة على محور فيلادلفيا, على الرغم من أن الجيش المصري أقدم منذ سنوات على تنظيف المنطقة المحاذية للحدود مع غزة, وإزالة جميع الأبنية التي كانت كعشوائيات على الحدود وبنى جداراً بعمق 25 متراً تحت الأرض, وقضى على ألفي نفق وفق تقديرات مصرية في السابق.
في المقابل, تضيف الأوساط, أن إسرائيل لم تثق بهذا الوضع وبقيت تشك بوجود الأنفاق, وبالتالي فإن وجودها على محور فيلادلفيا على هذه الحدود هو لإنهاء الأنفاق من ناحية غزة, وذلك كما تفعل في محور "نتساريم" الذي تركّز عليه على مسافة 500 و700 متراً عرض, وعلى طول 6 كيلومتر, حيث تحاول إسرائيل أن تقطع الأنفاق في هذه المنطقة, حتى يستقل شمال غزة عن جنوبها, وذلك لأنها تمنّي النفس, كما يصرِّح اليمين الإسرائيلي, بأن يصار إلى الإستيطان في هذه المنطقة.
ورداً على سؤال, حول تأثير الخلاف مع واشنطن على العمليات الإسرائيلية في غزة, تكشف الأوساط, أن التخطيط الإسرائيلي هو المزيد من المستوطنات, فتهجير الشمال ليس صدفة وإفراغ الشمال ليس صدفة, وهذا ما تصرّ عليه حركة "حماس", عبر إصرارها على العودة إلى الشمال وإبعاد الجيش الإسرائيلي في المرحلة الأولى من الأماكن السكنية, وفي المرحلة الثانية إلى الحدود, وفي المرحلة الثالثة على وقف إطلاق النار.
وبالتالي, تشدّد الأوساط نفسها, على أن قرار المقاومة هو باستنزاف العدو ومواجهته, فهي تقاتل في غزة, ولكن ليس كجيش نظامي, وهي تقاوم في كل القطاع عبر تنفيذ عمليات إنقضاضية ثم تعود إلى المخابىء طالما لديها مخابىء وأنفاق استراتيجية.