أفادت معلومات بأن المحادثات التي تتوسط فيها مصر للوصول إلى هدنة في قطاع غزة, استؤنفت, اليوم الخميس, في القاهرة, بحضور "كافة الوفود المشاركة".
وقال المصدر حسب القناة المقربة من المخابرات المصرية, إن "الوفد الأمني المصري يكثف جهوده لإيجاد صيغة توافقية حول بعض النقاط المختلف عليها".
وأضاف أن "مصر جددت تحذيرها للمشاركين بالمفاوضات من خطورة التصعيد, حال فشل المفاوضات للوصول إلى اتفاق هدنة".
وتجتمع وفود من حماس وإسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر, منذ الثلاثاء, في القاهرة, فيما تتحدث تقارير عن "عدم إحراز تقدم كبير" في المفاوضات.
وكانت حماس قد أعلنت في وقت سابق من هذا الأسبوع, قبولها مقترح وقف إطلاق النار في غزة الذي تقدمت به مصر وقطر.
لكن, إسرائيل أعلنت أن الاقتراح الذي وافقت عليه حماس المكون من ثلاث مراحل غير مقبول, لأنه تم تخفيف الشروط.
ولاحقا قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية, ماثيو ميلر, في إفادة صحفية: "دعوني أوضح أمرا واحدا, وهو أن حماس لم تقبل بمقترح وقف إطلاق النار.. حماس استجابت وحمل ردهم عدة اقتراحات, وهو ليس مساويا للقبول".
وأضاف ميلر, الثلاثاء: "هذا البيان الذي صدر (الإثنين الموافق 6 مايو), وتم تداوله على نطاق واسع, ولا ألقي باللوم على من نقله, فهو ما ذكره البيان, (لكنه) لا يعكس بدقة ما حدث. هم (حماس) استجابوا كما يفعل الأشخاص (عادة) في إجراءات المفاوضات, لكنه لم يكن قبولا به".
والأربعاء, نقلت رويترز عن مسؤول إسرائيلي, أن بلاده لا ترى أي علامة على تحقق انفراجة في المحادثات الجارية بالقاهرة, لكنها تبقي على وفد مفاوضها متوسطي المستوى في القاهرة حاليا.
وأضاف المسؤول أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية, وليام بيرنز, زار إسرائيل للاجتماع مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو, وبحث تعليق محتمل للعملية الإسرائيلية في رفح بغزة مقابل إطلاق سراح رهائن.
واستأنفت مصر محاولة إحياء المفاوضات في أواخر الشهر الماضي, خاصة في ظل قلقها من شن إسرائيل عملية على حماس في رفح بجنوب قطاع غزة, حيث يوجد أكثر من مليون نازح فلسطيني بالقرب من حدودها.
وحذرت الولايات المتحدة والكثير من دول العالم, إسرائيل من شن عملية عسكرية برية في رفح, وسط مخاوف من تأثيرات قد تكون كارثية على المدنيين الذين نزحوا إلى المدينة.
ويوجد في رفح أكثر من مليون فلسطيني, فروا من مناطق أخرى في القطاع, ويعيشون في خيام مكتظة قرب الحدود المصرية.
واندلعت الحرب إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر, مما أسفر عن مقتل 1200 شخص, معظمهم مدنيون, وبينهم نساء وأطفال, وفق السلطات الإسرائيلية.
كما خُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصا ما زال 130 منهم رهائن في غزة, ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم, وفق تقديرات رسمية إسرائيلية.
وردا على الهجوم, تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس", وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 تشرين الأول, أسفرت عن مقتل نحو 35 ألف فلسطيني, معظمهم نساء وأطفال, وفق ما أعلنته السلطات الصحية في القطاع.